«جحا ما فيه الا على خالتو» بهذا الكلام يصف قيادي في «التيار الوطني الحر» واقع الخلاف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل الذي ورث الى جانب رئاسته «للتيار» مجمل الخلافات السابقة بين العماد ميشال عون كرئيس «كتلة الاصلاح والتغيير» وبري قبل ان يصبح عون فخامة رئيس الجمهورية لينتقل من مربع الفريق الى موقع الحكم بين الافرقاء. مخلفاً تركته الثقيلة لوريثه بما فيها من صداقات وتحالفات وصولاً الى الخلافات، فما قاله باسيل في جولته الانتخابية في بلدة محمرش البترونية التي وصف فيها بري «بالبلطجي» و«منكسر راسو» والتي كادت تشعل الفتنة بعد تحركات مناصري «حركة امل» في الشارع والتي ترجمت بمحاولة اقتحام المقر المركزي للتيار البرتقالي في ميرنا الشالوحي وصولاً الى ما حصل في الحدث، ليس السبب الحقيقي لما وصلت اليه الامور بين الشريك وشريك الشريك انما هناك وراء الاكمة ما وراءها، وفق القيادي في «التيار». واذا كانت الخلافات بين الطرفين دخلت مرحلة التبريد، الا ان الجرح بينهما لم يختم بعد لا على صحة ولا على زغل لتكون المرحلة مرحلة ربط نزاع بينهما املتها الافاق الضبابية والغيوم الملبدة بين لبنان واسرائيل على خلفية بناء الجدار الفاصل بين البلدين وادعاء الدولة العبرية باحقيتها في البلوك 9 في المياه الاقليمية اللبنانية، فجولة دايفيد ساترفيلد التي مهدت لزيارة وزير الخارجية الاميركي ريتس تيلرسون فرملت، الخلافات بين اللاعبين لما يتهدد سوريا ولبنان من تحديات غامضة مدرجة على الاجندة الاميركية.
ويضيف المصدر ان الخلاف بين بري وباسيل الذي لا يزال معلقاً على كلمة «اعتذار من اللبنانيين» كما طلبت «حركة امل» وتجسد الامر في تجنب بري مصافحة وزير الخارجية في قداس مار مارون، فان الاعتذار غير وارد كون باسيل سبق له اثر كلامه الذي اشعل النار في هشيم الشارع اعلانه في كلمته المتلفزة التي بثت في مؤتمر «الطاقة الاغترابية» ان المغفرة لا «تطلب الا من الله» ما يشير الى ان موقفه في محمرش لم يكن زلة لسان بل تعبير عن واقع الحال بين التيار البرتقالي و«امل». واذا كان لا وجود لخطوط تماس بينهما في الحلبة السياسية، فان هذه الخطوط قائمة وساخنة في الامور الادارية والمالية، كون بري يسيطر على مواقع مسيحية في الادارات العامة جعل منها مراكز نفوذ «لامل» بوجوه مسيحية «برية» اكثر من «امل»، فلماذا يحق لبري تعيين مسيحيين في مواقع ادارية في وقت لا يحق للتيار البرتقالي ارتكاب اي «فاول» من هذا النوع وفرض مسؤولين شيعة في مواقع شيعية ومن الامثلة على ذلك ان ادارة «حصر التبغ والتنباك» الريجي المشغولة مسيحياً وفق الاعراف يسعى بري الى تعيين مدير عام مسيحي جديد لهذه المصلحة ليحل مكان مديرها ناصيف السقلاوي ويعرقل دور «التيار» في ذلك وهو صاحب الحق لما يمثله على الدفعة المسيحية.
ويشير المصدر الى ان بالاضافة الى ذلك فان بري قلق من اقامة ثنائية مسيحية – سنية ما دفع عون الى ان الطلب من رئيس الحكومة سعد الحريري طمأنته في هذا المجال خصوصاً وان الامر يتعلق لاحقاً بمعركة رئاسة مجلس النواب لا سيما وان «ابو مصطفى» يستشعر خطراً من ترشح اللواء جميل السيد لاشغال مقعد نيابي، ناهيك بهواجسه السياسية ومنها انه وعلى الرغم من الحفاوة التي لقيها هناك لم يلتق المرشد الاعلى للثورة الاسلامية الامام علي الخامنئي على حدة بل مع رؤساء المجالس والوفود المشاركة في منظمة دول التعاون الاسلامي وما للامر من دلالات في البورصة السياسية التي يفرشها بري بميزان الذهب ما زال من هواجسه ولكن مع الاسف وجد في كلام باسيل الذي تناول به مكاناً «لفشة الخلق».
اما في المعاملات المالية فحدث ولا حرج وفق القيادي البرتقالي ففي الوقت الذي تدفع فيه المستحقات للوزارات والادارات المحسوبة على الحريري فان المستحقات المطلوبة للوزارات التابعة «للتيار» فتصرف بالقطارة اما موضوع تمويل السدود ومعامل الكهرباء فتعتبر من المحظورات لا لشيء بل لانها تابعة لوزارة الطاقة ومعروف من يشغلها، فالقصة باختصار «ليست رمانة انما حكاية قلوب ملآنة».