يكاد «الانتصار» البلدي الذي حققه وزير العدل أشرف ريفي في طرابلس يضيع في زواريب المدينة المحرومة، في وقت يراقب فيه خصوم اللواء، بتشفٍّ، تخبّطه وسط «حظر» تام على أي باب من أبواب التعاون معه
لا يبدو أن وزير العدل المستقيل أشرف ريفي سيهنأ طويلاً بالانتصار المدوّي الذي حققه في الانتخابات البلدية الأخيرة في طرابلس. إذ بدأ يتلمّس أن تحقيق الطموحات السياسية على «ظهر» البلدية دونه عقبات عدة، خصوصاً بعدما راحت «سكرة» الانتخابات وجاءت «فكرة» البلدية المعقدة ومطالب المواطنين المزمنة.
وهو ما عبّر عنه اللواء المتقاعد لدى زيارته، الأسبوع الماضي، «هيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس»، شريكته في الانتصار الانتخابي البلدية، عندما أكّد «أننا لن نسمح أبداً بأن تهزمنا البلدية إنمائياً في مقابل ما اكتسبناه في السياسة».
وبعد نحو أربعة أشهر على الانتخابات البلدية، بات ريفي يدرك أن المدينة التي عانت وتعاني إهمالاً وحرماناً مزمنين، لن ترى الإنماء النور بين ليلة وضحاها، وأن أي تقصير من قبل البلدية سيتحمّل هو مسؤوليته قبل غيره. كذلك إن الصعوبات التي يواجهها داخل البلدية المحسوبة عليه لا تأتي فقط من خصومه في التوافق السّياسي الذي لم يفز بأكثر من ثلث أعضاء المجلس البلدي، بل أيضاً من «هيئة الطوارئ»، حليفته المفترضة التي فازت بثلث الأعضاء أيضاً. إذ بدأت الهيئة، عبر رئيسها جمال بدوي، إرسال إشارات غير مرضية تجاه ريفي، الذي فُسرت زيارته لمقرها بأنها لاحتواء أي تصدّع أو انفراط سريع في عقد التحالف الذي نشأ بينهما قبل الانتخابات البلدية وبعدها.
وخلال الزيارة، حاول ريفي في كلمة طويلة له أن يرسم خريطة طريق للمجلس البلدي، وأن يضع خطوطاً عريضة لعمله، ما دفع بدوي إلى الإعلان بعدها: «لا أوافق اللواء ريفي أبداً على تحليله للوضع البلدي، وما دمنا في هذا المنطق فنحن متجهون بالتأكيد إلى فشل ذريع». واتهم بدوي رئيس البلدية أحمد قمر الدين، الذي يُعدّ من حصّة ريفي في المجلس وتربطه علاقات قديمة بمختلف مكوّنات طرابلس السياسية، بأنه «أخذ موقعه مع المزرعة والفساد والارتجالية»، لافتاً إلى أن «المزرعة مستمرة في بلدية انتخبها الشعب للإنقاذ والتغيير»، لافتاً إلى أنه «بعد 120 يوماً ثمينة جداً ضاعت في خدمة المزرعة، آن الأوان للبلدية أن تبدأ بخدمة الشعب».
كلام بدوي فُسّر على أنه أكثر من مجرد نقد ذاتي وأقل من انقلاب على تحالف ريفي ـــ بدوي، وبداية تخبّط للواء المتقاعد في زواريب المدينة، في وقت «تسكّر» عليه بقية القوى السياسية كل الأبواب رغم اتصالاته بها «للتعاون من أجل إنماء المدينة بعيداً عن السياسة وخلافاتها»، على حدّ قوله.
ولعل أبرز الشامتين بريفي هو تيار المستقبل. مصادر التيار الأزرق في المدينة تساءلت: «هل يعتقد ريفي أن من لم يوفّر مناسبة للتهجّم عليهم وكيل الاتهامات لهم، وتهديده بالقضاء عليهم سياسياً، سيقدّمون له يد العون يوماً؟». وأوضحت لـ»الأخبار» أن ريفي الذي «حاول أن يرثنا ونحن أحياء، وأن يُجيّر وجودنا لمصلحته، سيدرك أنه سيُمنى بخسارة كبيرة في معركة إنماء طرابلس، لأن هذه مسؤولية أصعب من أن يقوم بها شخص واحد، وقد أثبتت الأيام أن خبرته في هذا المجال، كما في السياسة، ضعيفة، ولا تؤهله ليلعب دوراً مهماً في هذا المجال».