Site icon IMLebanon

متنافسون بارزون على رئاسة الرهبنة المارونية… الإسم في «الجيبة»!

دخلت الرهبنة اللبنانية المارونية أسبوعاً حاسماً سيُحدِّد مسارَها على مدى الست سنوات المقبلة، حيث تتنافس أسماءٌ عدّة لملء مركز الرئيس العام، في حين تبقى الجمهوريةُ من دون رأسها الماروني الذي أعطى لبنان فرادة ميزته عن دول الشرق الأوسط.

تشهد الرهبنة اللبنانية المارونية في 12 آب إستحقاقاً جديداً ومهمّاً يدخل سجلاتها. موعدٌ إعتادت أكبرُ الرهبانيات في الشرق الأوسط ألّا تتأخر عنه يوماً واحداً، وهو تداول السلطة وإنتخاب رئيسها، إذ إنها تحرص دائماً على سير العملية الديموقراطية بانتظام لكي تستمرّ كمؤسسة رائدة ولا تدخل في نفق التمديد المظلم والعجز عن إنتاج قياداتٍ متجدّدة.

تُعتبر الرهبنة المارونية أمينة على إرث وطني وتاريخي وثقافي وتربوي وصحي، جسّدته أجيال الرهبان الذين قاوموا في أصعب الظروف للحفاظ على لبنان مزدهر ومستقل، ومن أجل الدّفاع عن الوجود المسيحي الحر في لبنان والشرق.

320 راهباً على موعد يوم الجمعة المقبل لإختيار رئيس عام للرهبنة، تلك الرهبنة وإن حافظت على دورها التربوي والخدماتي بعد الحرب، إلّا أنها استقالت من دورها السياسي المؤثر.

من هنا، يأتي إستحقاقُ الجمعة كمؤشرٍ الى ما ستكون عليه الأمور وسط الأجواء الآتية:

أولاً: الموارنة والمسيحيون يطالبون بعودة الرهبنة الى لعب دورها الوطني مثلما كانت أيام الحرب وما قبلها.

ثانياً: يفتقد المسيحيون الى موقع رئاسة الجمهورية، لذلك يتمسّكون بأيّ مؤسسة تستطيع تأمين حضورهم الفاعل، وبما أنّ الرهبنة تملك الإمكانات

المادية والتاريخية والانتشار الواسع، فإنّ ذلك يؤهّلها للعب هذا الدور.

ثالثاً: بعيداً من الشق السياسي، فإنّ المسيحيين ينظرون الى مؤسسات الرهبنة على أنها تشكل حماية وملجأ لهم وتحلّ مكان مؤسسات الدولة المتخاذلة أصلاً عن تأدية دورها على رغم الصرخات المتتالية من غلاء الأقساط المدرسية وحتى الاستشفائية.

ونظراً الى سير العملية الانتخابية، فإنّ الفاتيكان حرص على إبقاء الحملات الانتخابية داخل أروقة الرهبانيات، وضبَط اللعبة الى الحدِّ الأكبر، خصوصاً أنّ الرهبنة اللبنانية المارونية هي رهبنة حبريّة وتتبع له مباشرة.

وأمام هذا الواقع، تطفو على سطح المتنافسين لمنصب الرئيس العام ثلاثة أسماء بارزة، علماً أن لا وجود لترشيحٍ رسميّ، بل إنّ الرهبان يختارون الإسم الذي يرونه مناسباً لتبوُّء هذه المسؤولية والانتخاب يتمّ بشكل فردي. وهذه الأسماء حتى الساعة هي: نعمة الله الهاشم وهو المدبر العام للرهبنة في المتن، أيوب شهوان وهو المدبر العام للرهبنة في الشوف، وجان عقيقي وهو دكتور في جامعة الروح القدس- الكسليك.

وفي السياق، توحي الأجواء بتقدّم أحد الأسماء على منافسَيه، في حين أنّ الحديث داخل الرهبنة يدلّ على أنّ شهوان وعقيقي يأخذان أصوات بعضهما، أي إنّ القاعدة الرهبانية مشترَكة بينهما، وفي حال إنسحب أحدهما للآخر فقد يحدث الفرق.

لكنّ هذه التوقعات، وإن كانت توحي بالجدّية لكنها أولية، لأنّ أحداً لا يعلم ماذا تخبّئ الصندوقة وكلّ شيء قد يتغيّر من اليوم إلى الجمعة، وقد يظهر إسمٌ رابع يقلب المعادلات والترجيحات رأساً على عقب، خصوصاً أنّ طريق بكركي في اتجاه السفارة البابوية تعجّ بالمؤثرين الذين يعملون في طبخ التركيبات الإنتخابية، مع عدم إنكار تأثير الفاتيكان في هذه العملية.

يشهد كل دير أو مكان تجمّع للرهبان حركة مكوكية لافتة، فهذه هي الإنتخابات. وكما بات معلوماً فإنّ اللبناني عموماً، والماروني خصوصاً، تشعله نار الانتخابات أكثر ممّا يشعله لهيب البنزين… فيما يرتاح القيّمون على الرهبنة الى مسار الإنتخابات خصوصاً أنّ البعض يقول إنّ الإسم بات «في الجيبة»، والدفّة رُجّحت في اتجاهه، وسوى ذلك إنتخاب بإنتخاب.

لا تبدو بكركي بعيدة من أجواء الفاتيكان على رغم أنها لا تملك سلطة مباشرة على الرهبنة، لكنها باتت تعلم الى أين تتّجه البوصلة، وبالتالي فإنّ استحقاق يوم الجمعة هو محطة لكنّ الأهمّ هو برنامج العمل للسنوات الست المقبلة.