IMLebanon

الاجراءات اللبنانية والارهاب الدولي؟!

 

صحيح ان اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم قد رحبوا بفرض اجراءات وتدابير على النازحين السوريين، والاصح ايضا ان من لم يعجبهم ذلك هم جماعة السلطة السورية التي بدأت بالتفكير باجراءات انتقامية ضد لبنان الرسمي من نوع اقفال الحدود امام العبور اللبناني الى الاردن وبقية الدول العربية، لاسيما بالنسبة الى قوافل السيارات المتجهة الى دول الخليج، ما يعني ان العلاقة مرشحة لان تتطور سلبا في حال نفذ السوريون تدابير انتقامية!

واللافت في هذا الصدد ان الادارة الاميركية قد اعترضت على الاجراءات اللبنانية ووجدت فيها ما يثير التساؤل ازاء ما قد يطرأ من تطورات على صعيد العلاقات المشتركة، مع علم واشنطن ان لبنان مرهق لجهة كثافة النزوح السوري وما يتحمله جراء تقديم الخدمات الانسانية بما في ذلك الخدمات الاجتماعية والصحية التي توفرها للنازحين، مع الاخذ في الاعتبار ابعاد ومعاني اي اجراء سلبي يمكن  ان يطرأ في المستقبل المنظور، هذا في حال امكن تجنب الصراع السياسي وما اليه من نزاع قد يحصل حيث يري المراقبون ان القيادة السورية لن تسكت على مثل ما حذرت منه الدوائر اللبنانية المتعاطفة معها؟!

وقد اعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق صراحة ان ما قيل عن ان الاجراءات الموجهة بحق النازحين لا يمكن ان تنعكس سلبا على العلاقة مع سوريا، حيث يجب الاخذ في الاعتبار ابعاد ومعاني الاجراءات التي تهدف الى تنظيم وجود النازحين بعد ارتفاع اعدادهم الى ارقام خيالية تكاد تتعدى مليوني انسان، من بين هؤلاء من لا علاقة له بصفة النازح، حيث لا قدرة للبنان على استقبال المزيد من هؤلاء، مع ما تعنيه الاجراءات ان لا علاقة لها باقفال الحدود، لاسيما ان الباب مفتوح امام من لديه مبرر للزيارة او للعمل ام للطبابة او للتعليم، في حال اكدت الوثائق هذه الاسباب.

كما لفت وزير الداخلية، ردا على سؤال «ان الارهابيين ليسوا في حاجة الى فيزا، ولا اعتقد انهم يمرون عبر الحدود»، لاسيما ان منع الارهابيين والاعمال الارهابية تقوم بها الاجهزة الامنية في شكل جدي ومثابر ومتابع (…) «وان شاء الله نستطيع ان نخفف  من نتائج الحريق السوري سواء عبر الحدود او عبر مواجهة الارهاب، خصوصا ان المواجهة تحتاج الى شجاعة بطبيعة الحال «لانهم يستخدمون شعارات دينية تحتاج بدورها الى شجاعة فقهية»؟!

حيال كل ما تقدم، لا بد من القول مرارا وتكرارا ان «الفيزا» للسوريين هدفها خفض الوجود غير المبرر، من غير حاجة الى تحميل الاجراءات اللبنانية اكثر مما تستحقه وما تحتمله من تفاسير وابعاد قانونية من الواجب التمسك بها كي لا تتطور الامور باتجاه سلبي من الواجب والملح تفاديه لما فيه مصلحة لبنان اولا واخيرا، فيما هناك من يجزم بان جهات سياسية على علاقة بالنظام السوري تسعى جاهدة لتطور الاجراءات اللبنانية نحو الاسوأ بحسب دلائل من الواجب القول عنها انها خبيثة وسيئة للغاية!

ومن جهته لفت رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى ان الاجراءات اللبنانية بحق النازحين السوريين خطوة غير ايجابية، على رغم ان عدد هؤلاء كبير وضخم بفعل الحرب التي اشعلها النظام السوري، لكن جنبلاط لا يقف ضد الاجراءات اللبنانية بقدر ما يهمه «التمييز الواضح بين النازحين الذين هربوا ويهربون من القتل والدمار في سوريا ممن فقدوا بيوتهم وارزاقهم وممتلكاتهم، وهم بحاجة الى ايوائهم من خطر الموت، وبين من يقصدون لبنان لاغراض اخرى، «حيث رأينا امثالهم في التظاهرات الغوغائية التي حصلت اثناء مسرحية التجديد لبشار الاسد»، خصوصا ان الاغلبية الساحقة من النازحين لا ذنب لهم بما حدث  ويحدث كل يوم من جرائم وفظائع جراء الحرب المدمرة.

وفي جديد الارهاب الذي ضرب فرنسا في رابعة النهار فانه نفذ ما يمكن وصفه بالعملية البشعة وبالطعنة الخرقاء بحسب ما قاله الرئيس سعد الحريري الذي دان الجريمة البشعة التي اودت بحياة عدد من العاملين في مجلة «شارلي ايبدو»، لا سيما ان المرتكبين قد اتخذوا من اسم النبي الكريم وسيلة لطلب الثأر وارتكاب ابشع الاعمال، هم حفنة ضالة لا تستهدف الاساءة الى العلاقات الاسلامية – الفرنسية فحسب، بالقدر الذي تستهدف فيه الاسلام دينا وقيما ودعوة مستمرة الى الحوار والتكافل بين الاديان؟!

من الواضح والصريح ان ما حصل  في باريس هو محل ادانة وتنديد من جانب كل العرب وكل المسلمين، في معركة التصدي لقوى الارهاب والتطرف، من هنا يتضح ان الهجوم الارهابي ضد مؤسسة اعلامية في العاصمة الفرنسية يشكل تهديدا خطرا على الحضارة الانسانية بأكملها، وهو بالتالي اكبر دليل على ان الارهاب يضرب اينما كان وباتت كل دول العالم عرضة لمثل ما حصل في فرنسا.