Site icon IMLebanon

ويبقى الجيش هو الحلّ

 

تتشكل على مواقع التواصل الإجتماعي، مجموعات مؤيدة للجيش، بأسماء “متطرف للجيش اللبناني” و”أصدقاء الجيش اللبناني العظيم ” و”يبقى الجيش هو الحل” (مع صورة العماد جان قهوجي)، ومجموعة “صديق الجيش” التي وضعت بين هلالين شعار “ويبقى الجيش هو الحل” ولا أظن أن أحداً من “الأصدقاء” استرعت انتباهه تجارب قادة الجيش على رأس الجمهورية منذ العام 1958 حتى تاريخه، وأجزم أن قلة تعرف أن الشعار هذا هو عنوان كتاب العميد الركن فؤاد عون الصادر في 1 آب 1988.

 

أعادتني الشعارات إلى ذاك الكتاب، وهو في معظمه توثيقي عن تاريخ الجيش والإختبارات الصعبة التي واجهها، وما العرض المطوّل والمفصّل في كتابه سوى توطئة لبشرى الحل، “الحلّ هو ما تتفق عليه الأكثرية، لا الأكثرية العددية بل الأكثرية النوعية”! وبعد ذلك يتابع عون إشراقاته “الحل في لبنان هو ايجاد القوة القادرة على إيجاد الحل والأداة الصالحة لتنفيذه والحفاظ عليه وتطويره نحو الأحسن”. ليخلص، بعدما شرّب القرّاء الفكرة بالملعقة “الجيش هو الحل لأنه أفضل ما يمثل اللبنانيين، لأنه القوة القادرة ذات القرار الحر”.

 

وتناول نائب رئيس الأركان للتجهيز في كتابه ـ المرجع برنامج حكم نفّذه العماد عون بدقة. وفي الصفحة 252 نقرأ بشعور ممزوج بالأمل والإفتخار: “22 ايلول يجب ان يكون بداية الحل ولكن بطريقة غير شكل وهذا الغير شكل لا يؤمنه إلا الجيش”.

 

وجهر عون بضرورة “عدم اجراء انتخابات رئاسية للحيلولة دون مجي رئيس تسوية وإطالة عمر الازمة 6 سنوات اخرى، والاستعاضة عنها بتشكيل قيادة سياسية جديدة تمارس السلطة على ان يتم ذلك بإحدى الطريقتين:

 

يشكل الجيش قيادة سياسية عسكرية تتسلم السلطة.

 

وفي حال تقرر بشكل جدي اجراء الإنتخابات الرئاسية “يجب العمل على إيصال رجل عسكري يحظى بتأييد الجيش ومحبته”. طبعاً لم يقصد العميد عون إيصال ابراهيم طنوس أو غابي لحود أو جوني عبدو. وربما لاح في بال العميد عون منصب في العهد الجديد لكن ما يذكره التاريخ أن فؤاد عون كان موفد الجنرال لدى صدّام حسين ليس أكثر وكان بين معتقلي المزة في العام 1990.

 

تُرى بعد 32 عاماً ألا يحتاج “ويبقى الجيش هو الحل” إلى إضافة تجارب القادة الثلاثة في الحكم: العماد عون بنسخة الـ1988 و2016 وإميل لحود وميشال سليمان، كي ندرك أكثر ما نحن مقبلون عليه؟

 

وبالعودة إلى مجموعة “صديق الجيش” فقد نشرت على صفحتها على الفيسبوك ما يشبه المانيفستو، وحددت “باقة” من الممنوعات منها “ممنوع (على العضو) أن يتكلم عن الدين والسياسة(…) وخارج نطاق الادب”، و”ممنوع اقامة علاقات عاطفية وغيرها بين الأعضاء”!