Site icon IMLebanon

هل تذكرون المباراة الودية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي؟

 

يؤسفني إبلاغكم بأن ما يسمّى بالمقاومة لم تحمِ لبنان يوماً! ويؤسفني إبلاغكم أيضاً بأن سردية المقاومة منذ الوجود الفلسطيني كانت السبب الرئيس بجلب إسرائيل إلى لبنان. فمنذ عام 1969 وبسبب مفاعيل اتفاقية القاهرة بدأ لبنان يدفع فاتورة فلسطين. لم تتبدل على الجبهات سوى سترات المجاهدين، والرّعاة الرسميين، والأهداف غير المعلنة. فلسطين القضية الأُم والقدس شماعة من يستثمرون بالقضية الفلسطينية من مصر إلى سوريا وصولاً إلى إيران. ولم يشهد عهد الرئيس فؤاد شهاب احتلالاً إسرائيلياً ولا ضربات وحشية وكل ما حدث كان خروقات سبّب معظمها من أسماهم المجتمع الدولي بقوات غير نظامية، كما أن عهد الرئيس كميل شمعون لم يشهد احتلالات ولم يشهد معارك مع إسرائيل.

 

وقبل عام 1969 عاش لبنان مع إسرائيل كرّا وفرّا حيث كان هناك بعض الفلسطينيين والمؤمنين بالقضية الفلسطينية في جنوب لبنان وقد أتت على ذكرهم اتفاقية الهدنة التي وُقّعت في 23 آذار 1949 والتي ذكرت في بندها الثالث أن على القوات غير النظامية الإلتزام باتفاقية الهدنة وتحت سلطة الشرعية اللبنانية.

 

من لا يذكر تاريخ العلاقة مع إسرائيل يمكنه العودة إلى الأرشيف وتحديداً إلى زمن قائد الجيش اللبناني فؤاد شهاب الذي أجاز إجراء مباراة كرة قدم وديّة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في 8 حزيران 1949. لم يكن شهاب عميلاً بل أصبح في ما بعد أحد أفضل رؤساء الجمهورية اللبنانية. قبل التدخلات العربية وتحويل لبنان إلى ساحة لم تكن إسرائيل التي نعرف إجرامها جيّداً مهتمة باحتلال لبنان.

 

قد يقول كثيرون “لكنها احتلت فلسطين واغتصبت الأرض”. ونقول لهؤلاء”نحن إلى جانب فلسطين وضد إجرام إسرائيل لكننا لسنا وقوداً لأي قضية عربية أو عالمية”. أين ولماذا تحولت إسرائيل إلى محتلّ للبنان؟ هذا كلّه حدث مع استعمال الفلسطينيين الأراضي اللبنانية للهجوم على إسرائيل. يقول التاريخ الحديث إن رئيس الجمهورية سليمان فرنجية لم يفعل في عهده وفي يوم من الأيام ما فعله الملك الأردني حسين بن طلال الهاشمي فهدأت جبهة الأردن واشتعلت جبهة لبنان. ويقول التاريخ إن إسرائيل لم تبنِ في لبنان مستوطنة واحدة حتى بعدما احتلّت الجنوب وغير الجنوب، فكيف يكون لديها أطماع استعمارية؟ هذا ليس ترويجاً للتطبيع قبل أن يفتح “المقاومون” أفواههم، بل ترويجاً للعودة إلى اتفاقية الهدنة بين الدولة اللبنانية والدولة الإسرائيلية وبرعاية الأمم المتحدة. فالحرب انتهت بانتصار إسرائيل عسكرياً وسياسياً وتخوّفنا من إعادة احتلالها للبنان يفرض علينا إيجاد حلول عملية قابلة للتطبيق بعدما وضَعَنا “حزب الله” الإيراني بموقف لا نُحسد عليه.

 

ولعلّ البند الثالث من اتفاقية الهدنة هو الأبرز حيث يضمن نهاية الحرب ووضع إطار لإعادة الهدوء والسلام إلى لبنان.

 

وهذا هو البند الثالث من اتفاقية الهدنة (يتعهد الجانبان ألا يرتكب أي عنصر من القوات البرية أو البحرية أو الجوية العسكرية لكل منهما بما فيها القوات غير النظامية عملاً من الأعمال الشبيهة بالأعمال الحربية أو عملاً عدوانياً ضد قوات الجانب الآخر، أو ضد المدنيين في الأراضي الخاضعة للجانب الآخر، أو يعبر أو يتخطى لأي سبب من الأسباب خط الحدود في إطار الهدنة الدائمة، أو يدخل المجال الجوي للطرف الآخر، أو يمر عبره أو يدخل أو يمر عبر المياه على مسافة ثلاثة أميال من ساحل الجانب الآخر).

 

فإذا كان “حزب الله” ينكسر بتنفيذ الـ 1559 والـ 1680 من ضمن الـ 1701 فلا حرج في عودة الدولة اللبنانية إلى اتفاقية وقّعتها الدولة ذاتها يوم كان “المقاومون” كما اليوم يستبيحون لبنان تحت شعارات ومثل اليوم أيضاً غير لبنانية.