IMLebanon

لم يبقَ من الدولة إلاّ الجيش وقوى الأمن الداخلي!!

 

 

في ظلّ وضع مالي واقتصادي متأزّم في لبنان، ووسط مناخات سياسية ملبّدة، وفراغ حكومي لم يجد طريقه لغاية اللحظة الى تشكيل حكومة مهمة إنقاذية.. وفي وقت بات الحديث جدّياً عن انهيار مالي يوشك أن يصيب مفاصل الدولة والمؤسّسات الخاصة، والتي تعاني هي الأخرى من تردّي الأوضاع وفقدان القدرة الشرائية للمواطن، يعيش لبنان، الآن، في وضع صعب، فقد دق الفقر أبوابه، وراح اللبنانيون يرزحون تحت أعباء لا طاقة لهم بها، ولا قدرة لهم على تحمّلها…

 

وأمام هذه الضبابية التي تغلّف مستقبل لبنان، منذرة بخطر جسيم قادم، يبقى الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى الشعلة المضيئة الوحيدة في هذه العتمة، كما يظل الموضوع الامني الامل المتبقي للبنانيين، في وقت فقد المواطنون كل الآمال وهم يعيشون ازمة مالية وسياسية واجتماعية ضاغطة.

 

أقول هذا كله، بعد إعلان القوى الامنية في الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي مقتل جميع أعضاء الخلية الارهابية بعد انتهاء العملية الامنية التي نفّذت في محيط منزل تحصّن فيه أعضاؤها بمنطقة وادي خالد، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين القوة الامنية من شعبة المعلومات، وبمساندة قوة كبيرة من الجيش.

 

إنّ ما حدث يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أهمية التعاون والتنسيق بين القوى الامنية، وهنا ننوّه بالعملية النوعية التي قامت بها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، كما ننوّه بالجيش اللبناني، الذي يؤكد أنه سيبقى على جهوزيته من أجل الدفاع عن لبنان وشعبه.

 

إنّ العماد جوزاف عون، قائد الجيش، أثبت جدارته وقدرته على القيادة… فكان حازماً حكيماً صلباً في الدفاع عن لبنان وشعبه.. فمن الضنّية الى «فجر الجرود» ملحمة البطولة والفداء والتضحية… وللجيش مع الارهاب والعصابات المسلحة مواجهات بطولية، وحكاية مُسَطّرة بدم الشهادة، وطالما أكد القائد جوزاف عون «ان يد الارهاب ستقطع، مُلْتزماً حماية حدود لبنان وجروده وداخله من كل الاعتداءات والممارسات الارهابية التي هدّدت ولا تزال، سلامة المواطنين وأمنهم. لقد دفع الجيش اللبناني ثمناً باهظاً، ودفع غالياً من خيرة أبنائه وأبطاله الشهداء فكان عنواناً للتضحية والوفاء».

 

أما بالنسبة لشعبة المعلومات وقوى الامن الداخلي، التي يقودها اللواء عماد عثمان، ابن هذه المؤسسة الفعّالة، والذي كان دائماً الى جانب المغفور له العميد وسام الحسن، الذي امتدّت إليه يد الغدر فاغتالته بعد اكتشافه «مَن قتل الشهيد الرئيس رفيق الحريري».

 

لقد تمّ تعيين اللواء عثمان عام 2017 مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي بعدما كان يشغل منصب رئيس شعبة المعلومات في المديرية، وكان اللواء عثمان شغل في إحدى الفترات منصب قائد سرية الحرس الحكومي أثناء تولي الرئيس سعد الدين الحريري منصب رئاسة الحكومة اللبنانية.

 

وأعود الى عملية التنسيق الكاملة والمميّزة بين الجيش وقوى الامن الداخلي.. فأذكر وزير الداخلية الاسبق النائب نهاد المشنوق الذي عيّـن وزيراً للداخلية في 15 شباط 2014 في حكومة الرئيس تمام سلام، فعمل على ترتيب العلاقة بين الداخلية والجيش، وإعادة الإعتبار لقوى الأمن، فضلاً عن تعزيز الأمن السياسي. لقد وضع المشنوق خطة أمنية على مراحل من الشمال الى الجنوب مروراً بالبقاع، والضاحية الجنوبية، ما ساعد على إنهاء جولات العنف التي طالما عانت منها مدينة طرابلس.

 

لكن تبقى محاولة الوزير المشنوق إيجاد تعاون كامل بين الجيش وقوى الأمن هي الأبرز، فقد كان أول وزير داخلية يزور قيادة الجيش أكثر من مرة في وزارة الدفاع في اليرزة، ما أرسى علاقات وثيقة وحميمة بين القوتين الامنيتين.

 

وأخيراً… فإنّ تعاون الجيش وقوى الامن الداخلي، ينبوع أمل ورجاء، يكرّس ثقة اللبناني بغده، ويفتح ثغرة في هذا الظلام الدامس، وبشارة خير بأنّ لبنان عائد الى ما كان عليه، قبل أن تحلّ به النكسة، ولبنان سينهض حتماً من كبوته بفضل تعاون قواه الأمنية… وإن غداً لناظره قريب.