Site icon IMLebanon

سباق دولي على دعم الجيش… الأولوية “لصمود الأفراد” والتسليح “يستريح”

 

 

تواجه المؤسسة العسكرية وحيدةً الإستحقاقات الداهمة، في حين يلهو أهل السياسة بلعبتهم المفضّلة وهي المحاصصة والمناكفة وضرب ركائز الدولة التي تواجه خطر الإنهيار الكبير.

 

لا شكّ أن موقع لبنان يُحتّم عليه وعلى الجيش الإبقاء على الجهوزية الأمنية التامة، لكنّ ما حذّر منه قائد الجيش العماد جوزاف عون منذ اندلاع إنتفاضة 17 تشرين من أن الوضع الإقتصادي سيكون أكثر فتكاً من الأمني والسياسي، وصلت إليه البلاد لكن من دون سلطة قادرة على معالجة التحدّيات.

 

وبغضّ النظر عن الأمور المعروفة والتي تظهر على الإعلام، فإن قيادة الجيش تواجه كل يوم مشكلة يجب أن تتدخّل لحلّها، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، ويحاول قائد الجيش إبقاء المؤسسة العسكرية بعيدة عن التشنّجات الحاصلة وارتدادات الأزمة الإقتصادية، لكن الحقيقة أن تلك الأزمة وصلت إلى الجيش، والعمل ينكبّ على معالجة مفاعيلها. وفي فترة ثبات الدولار على 1500 ليرة، لم يكن هناك همّ معيشي ضاغط على أفراد المؤسسة العسكرية، ومع إنفلات سعر الصرف بات معاش العسكري لا يتخطى المئة دولار، وهنا بدأت المشكلة الحقيقية.

 

وفي السياق، فإن قيادة الجيش كانت تطلب من الدول الصديقة مدّ الجيش بمساعدات تسليحية من أجل تقويته، لكن المشكلة اليوم لا تتعلّق بالعتاد بل بصون العديد وسط الحديث عن حالات فرار وإن كانت معدودة.

 

إذاً، إنتقلت قيادة الجيش من إستراتيجية التسليح إلى دعم العنصر للبقاء، فما نفع كل الأسلحة إذا كان العسكري مكسوراً ولا يستطيع تأمين قوته وقوت عائلته اليومي، وإذا كانت باريس أول من لبّت نداء قائد الجيش الذي زارها وتحضّر لمؤتمر دولي من أجل دعم الجيش اللبناني، إلا أن واشنطن تبقى الحاضر الأول في هذا السياق ودعمها إستراتيجي.

 

وتحاول قيادة الجيش الحصول على مساعدات مادية أو “فرش” من واشنطن لأن كل تلك المساعدات التي كانت تأتي كانت على شاكلة معدات وأسلحة من جميع الأصناف، وإذا كان من الصعب الدفع مباشرة، فإن القيادة ترغب بالحصول على مساعدات تصل إلى أفراد المؤسسة لدعمهم للبقاء والصمود، وعلى رأس تلك المساعدات أغذية وحاجات أساسية للعناصر، إضافة إلى دواء لأن الأزمة الدوائية ستستفحل في الأسابيع والأشهر المقبلة.

 

وفي السياق، فإن الأجواء إيجابية من واشنطن، التي تعتبر أن الجيش اللبناني حليفها ويستحق المساعدة ويجب ألّا يواجه خطر الإنهيار، وبالتالي فإن هناك حزمة مساعدات ستصل تباعاً من أجل مساعدته للبقاء والصمود.

 

وأمام كل هذه المخاطر، تصرّ واشنطن على تأكيد ثقتها بقائد الجيش والقيادة والمؤسسة العسكرية ككل، وبالتالي لن تتأخر عن تلبية النداء بغضّ النظر عن نتائج المؤتمر الذي ينوي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تنظيمه في أواخر حزيران لمساعدة الجيش اللبناني والذي يحظى بغطاء أميركي.

 

وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية هي المبادر الأول لدعم المؤسسة العسكرية، فإن دولاً عدّة ستدخل على خطّ الدعم بعد فرنسا، وعلى رأس تلك الدول بريطانيا التي تُعتبر ثاني أكبر داعم للجيش بعد الولايات المتحدة، وكذلك هناك دول عربية صديقة راسلها قائد الجيش ووعدت بالمساعدة لتخطّي هذه المحنة التي يمرّ بها الجيش والشعب اللبناني بشكل عام.