IMLebanon

الأميركيون خارج أي حراك… والدعم هو للمؤسسة العسكرية

 

تجري اتصالات بالغة الأهمية بين بعض المرجعيات السياسية التي تنسق بدورها مع بعض القوى الخارجية المعنية بالملف اللبناني، من أجل اتخاذ القرار الحاسم حول مسألة تشكيل الحكومة بعدما باتت الأوضاع لا تحتمل أي مماطلة في ظل انهيار كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، إضافةً إلى المخاوف من أي اهتزاز أمني في ظل الاحتقان السياسي والمذهبي.

وتشير المعلومات إلى أن الأميركيين خارج أي حراك حول الملف اللبناني، كما أشار السفير السابق دايفيد هيل، إذ يُنقل عن بعض المقربين إليه من قوى لبنانية أن واشنطن قررت الاهتمام فقط بالجيش اللبناني تسليحاً وتدريباً، وهي على استعداد تام لأي مؤتمر يهدف إلى دعم هذه المؤسسة التي أثبتت فاعليتها، أكان على صعيد مواجهة الإرهاب أو لناحية قدرتها على الحفاظ على أمن كل اللبنانيين، ولكن في الشأن السياسي فإن الإدارة الأميركية مستاءة إلى حد القرف من كل الطبقة السياسية والحزبية في لبنان، ولن يكون لها أي دور بل هي داعمة للمبادرة الفرنسية وما زالت تأمل أن تترجَم ولو عبر تشكيل حكومة إصلاحية قد تبقي لبنان في هذه الظروف التي يمر بها قادراً على النهوض، وإنما المسؤولون في الإدارة الأميركية والكونغرس يرون صعوبة في أي توافق سياسي والجميع يراهن من أجل إجراء تسوية شاملة تتناول الاستحقاقات الدستورية برمتها، وبعدها يمكن أن يصار إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها إلى إعادة دعم لبنان من خلال مؤتمرات للدول المانحة والصناديق الضامنة.

وفي هذا الإطار، وبالعودة إلى الأجواء الحكومية، فإن الجميع بات مقتنعاً أن هناك استحالة وعقبات وعقد كثيرة أمام تشكيل أي حكومة في هذه الظروف، بعدما باتت الهوة كبيرة بين بعبدا وبيت الوسط، والأمر عينه بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وبالتالي الرئيس المكلف سعد الحريري سيتخذ القرار المناسب بعد اجتماع رؤساء الحكومات السابقين وقيادة المستقبل وكتلة المستقبل النيابية، ويُنقل عن أجواء عليمة أن المسألة أضحت واضحة والقرار لم يعد بعيداً، فإما الاعتذار أو عدم التأليف بانتظار المرحلة المقبلة وربما حصول مستجدات دولية وإقليمية وتغيرات وتحولات في المنطقة، حيث ستنسحب على الساحة الداخلية، ولم يعد خافياً أن الجميع في لبنان من قوى وأحزاب وتيارات سياسية يترقبون ما ستؤول إليه المفاوضات النووية بين واشنطن وإيران، وصولاً إلى الوضع في سوريا بعد انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة.

وأخيراً، فإن الساعات المقبلة حاسمة، على مستوى التأليف والمواقف التي ستليها، حيث الجميع يتوقع عدم القدرة على التأليف، وصولاً إلى التصعيد السياسي المرتقب إلى حين نضوج الظروف الملائمة لأي تسوية قد تُطبخ لاحقاً.