Site icon IMLebanon

مُداهمة الشراونة نقطة تحوّل في التعامل مع «المافيات» الجيش أثبت إحترافيّة عالية… «لا غطاء ولا تهاون مع أحد» 

 

 

لم تعلن قيادة الجيش رسميا انتهاء العملية العسكرية التي بدأت قبل أيام من اجل توقيف تاجر ومروج المخدرات المعروف بلقب أبو سلة ولا تزال العملية مستمرة لتحقيق الهدف المحدد.

 

ووفق المعلومات قد لا يتأخر كثيرا اعتقال أبو سلة ومسلحيه نظرا لحجم العملية والضغط الحاصل على الأرض والانتشار الأمني علما ان المطلوب مصاب ووضعه الصحي لا يحتمل الاستمرار بالتواري عن الأنظار.

 

مداهمة الشراونة لا تزال تتصدر الاهتمام بتفاصيلها التي تختلف عن العمليات التي نفذتها مديرية المخابرات في أوقات أخرى من جهة الإنتشار الأمني الممتد من البقاع حتى الحدود السورية ويعتبر كثيرون ان العملية الأمنية تشكل نقطة تحول فالجيش أسقط الحصانات العشائرية والمناطقية التي كان يتمتع بها أخطر المطلوبين بجرائم المخدرات والملاحق منذ سنوات وقد اقتربت الأجهزة الأمنية من توقيفه أكثر من مرة إلا انه استطاع دائما ان ينفذ من التوقيف عبر تقنيات الهروب المتوفرة لديه خصوصا انه يتنقل بصورة سرية جدا من مكان لآخر كما انه أقام شبكة أمان ومراقبة للأحياء التي يتواجد داخلها.

 

ما حصل في الشراونة في بعلبك حمل أبعادا ورسائل من حيث الرقعة الجغرافية وحجم القوة العسكرية وما رافق المداهمة من اجراءات توقيف مرتكبين وهدم مقرات للمجموعات المسلحة ومربعات مخصصة للمخدرات، ناهيك عن المستجدات الميدانية فما حصل على الأرض كان أشبه بحملة عسكرية استعمل فيها الجيش وسائل معركة حقيقية وهذا ما استتبع ردات فعل من شخصيات سياسية انتقدت الإفراط في استخدام القوة العسكرية.

 

بخلاف العمليات الأخرى الخاطفة فإن مداهمة الشراونة طالت لأيام ويصفها الخبراء الأمنيون بالدقيقة نظرا لإجراءات الحماية وخبرة المطلوبين من جهة ولجوئهم للاختباء والاحتماء بين ذويهم مما صعب المهمة كون الجيش حريص من بداية المهمة على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين او ارتكاب أخطاء ولا يتعامل مع منطقة بعلبك وحي الشراونة تحديدا على أنه بيئة معادية للدولة.

 

مداهمة الشراونة بعد انتهاء الإنتخابات النيابية يعني فتح صفحة مختلفة لها خصوصيات عشائرية معينة الأمر الذي كان يخضع لمحاذير معينة الا ان الواضح ان عوامل كثيرة عجلت في القرار بعد تنامي خطر الملاحقين بجرائم المخدرات الذين حولوا الأحياء الى محميات خاصة لهم.

 

هدف العملية واضح توقيف احد كبار المروجين المدعو أبو سلة وزمرته واقتلاعهم من منطقة عاثوا فيها جريمة ومخدرات وقد بات الأخير ومجموعته جمهورية قائمة بحد ذاتها وتحولوا الى كارثة أمنية متنقلة في المناطق مدججين بالأسلحة الثقيلة والممنوعات وصاروا قنبلة موقوتة ومصدر خطر كبير في محيطهم فتمادى «تجار» الشراونة من أبو سلة ومعاونيه كثيرا في أعمالهم وشكلوا مخاوف في مجتمعهم مما وضع هيبة الدولة على المحك.

 

أبو سلة من أخطر المطلوبين كما تقول المعلومات الأمنية وعدد مذكرات التوقيف بحقه تلامس الـ ٤٠٠ وهو يتنقل في عدة مناطق لبنانية لكن اسمه ارتبط بحي الشراونة الذي يعتبر المقر الميداني له والمزنر بأجهزة مراقبة وحماية خاصة من قبل المسلحين وقد استطاعت القوة المداهمة الوصول إليه والاشتباك معه مباشرة على الرغم من التعقيدات واختبائه بالمدنيين وعائلته.

 

القرار بانهاء الحالة التي يمثلها أبو سلة ومعاونيه اتخذ بعد ان خرج الوضع عن المألوف علما ان محاولات كثيرة جرت لاعتقاله لكنه كان دائما يفر من القوى الأمنية والتعاون من قبل فعاليات وأبناء المنطقة مع الجيش قائم حتى القاء القبض عليه وتوقيفه، وتؤكد مصادر سياسية مطلعة على الوضع الميداني ان مداهمة الشراونة لاقت إستحسانا من قبل الأهالي لانزعاجهم من المطلوبين الذين يسرحون ويمرحون من دون ضوابط ويستعملون الأهالي دروعا لهم ناشرين الذعر والمشاكل بسبب السلاح المتفلت والظواهر المسلحة.

 

أسقط الجيش الحواجز السياسية مثبتا نظرية ان الأمن فوق كل اعتبار وان لا مساومة او غطاء لأحد مهما علا شأنه وتكاثرت الحمايات السياسية، فالقيادة العسكرية كما تقول المعلومات لن تتراجع وماضية في متابعة العملية وبسط سلطتها في المنطقة.

 

وفي شأن ما حكي عن حصار وهدم منازل اعتبرت المصادر ان الجيش تعامل باحترافية مع الوضع القائم وما حكي عن تهبيط منازل ليس في محله لأن ما جرى فعلا إزالة الربعة التي استعملت من قبل العصابات المسلحة لتجارة المخدرات وغالبا ما شكلت هذه المواقع مصدر شكوى للناس في الجوار كونها كانت تشهد عمليات البيع والشراء وتوزيع الدليفري.