IMLebanon

“الحزب” بين أحمد الأسير وأبو سلّة

 

اللبناني مولع بالمقارنات، ما يعينه على ذلك ان هناك أحداثاً تستدرج المقارنات:

يقارن، على سبيل المثال لا الحصر، المعركة مع أحمد الاسير إمام مسجد بلال بن رباح بالمعركة مع «ابو سلة»، فماذا يستنتج؟

في أحداث عبرا مع أحمد الاسير، كان «حزب الله» يحرض على الأسير ويحث الجيش اللبناني على اجتثاث «هذه الحالة التطرفية»، وهناك مَن يقول إن «حزب الله» هو الذي أطلق الشرارة الاولى لتندلع المعركة، ويقدِّم الإثباتات التي تعزز ما يقول.

في أحداث الشراونة مع «ابو سلة» اتخذ «حزب الله» الموقف المعاكِس لِما اخذه في عبرا، عرقل وصول الجيش اللبناني إلى حيث يتحصن ابو سلة، واستخدم النساء والاطفال «دروعاً بشرية» للحيلولة دون توقيفه.

الجامع المشترك بين أحداث عبرا مع أحمد الاسير وأحداث الشراونة مع ابو سلة، انه في الوقت الذي ينفذ فيه الجيش اللبناني «أجندة الاستقرار وبسط سلطة الشرعية» يقوم «حزب الله» بتنفيذ أجندته: في احداث عبرا كانت اجندة «حزب الله» تُختصر بإنهاء حالة أحمد الأسير في عبرا، وقد تحقق له ذلك عبر الجيش اللبناني الذي سقط منه ثمانية عشر شهيداً في 24 ساعة، وكان ذلك في 24 حزيران من العام 2013.

في احداث الشراونة كانت أجندة «حزب الله» محتلفة تماماً: حماية «أبو سلة»، وقد تناوب على هذه الحماية ثنائي حركة امل – «حزب الله»: الحركة من خلال استخدام النائب غازي زعيتر لحصانته النيابية لإخفاء ابو سلة، علماً أن زعيتر سبق ان كان وزيرا للدفاع، ويعرف ان من مسؤوليته حماية الجيش لا حماية العصابات، و»حزب الله» من خلال رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك.

الجيش اللبناني، بين عبرا والشراونة قام بتنفيذ مهمته على اكمل وجه، ومستمر فيها، على رغم الدور السلبي الذي تولاه «حزب الله» والذي لم يعد خافيًا على أحد.

تصوروا لو ان أحد المشايخ السنَّة تدخَّل لحماية احمد الاسير، فماذا كانت ستكون عليه ردة الفعل في صيدا والمحيط ولبنان عموماً؟ كان سيُقال: «إن المشايخ يحمون التطرف». الا يُقال الشيء عينه اليوم من أن «حزب الله يحمي عصابات الإتجار بالمخدرات؟».

إنها ازدواجية المعايير في بلدٍ تعب من الكيل بمكيالَيْن.