IMLebanon

رهان لبناني على «النووي».. بعد انتكاسة «الرياض ـــ طهران»

منذ أن اطلع المعنيون في لبنان على حقيقة مسار العلاقة السعودية ـــ الايرانية، أيقنوا أن ربط الحلول في الملف اللبناني بتطور ايجابي ونوعي لهذه العلاقة، يعني أن الحلول ستكون بعيدة.

التقارير التي اطلعت عليها بعض القيادات اللبنانية، لا سيما المقربة من إيران، عن زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان للسعودية ولقائه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في جدة، أو عن لقاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره السعودي في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، تبين أن الحديث عن لبنان لم يدخل في التفاصيل.

تلك التقارير أنتجت قناعة بأن الرهان في الموضوع اللبناني ربطا بالعلاقة الايرانية ـــ السعودية، هو رهان مبالغ فيه، من دون أن يلغي ذلك حقيقة أن حصول التفاهم السعودي ـ الإيراني يؤدي حتماً إلى سحب عناصر الاشتباك في المنطقة.

فالزاوية الصحيحة التي يمكن الدخول منها لمقاربة ملف العلاقات الايرانية ـ السعودية على قضايا المنطقة، هي ان ايران والسعودية دولتان مهمتان في المنطقة، وطهران لا تخفي انها تريد علاقات ممتازة مع الرياض وانها تريد حل المشاكل الثنائية بمعزل عن مشاكل المنطقة والخلافات في وجهات النظر حيالها. لكن يبدو ان السعوديين ليسوا على استعداد للدخول في حوار جاد ما داموا في موقف الضعيف، لا بل يزيدون في تعقيد الأمور عبر مطالبتهم الأمم المتحدة بإدراج «حزب الله» على لائحة الإرهاب.

وفي رواية قيادات لبنانية لهذا المسار السعودي ـــ الايراني، أن الجانب الايراني بادر الى التواصل مع الجانب السعودي عبر زيارة عبد اللهيان ولقائه الفيصل. هذه الزيارة التي مهّدت للقاء نيويورك الذي اتفق خلاله على رفع مستوى اللقاءات إلى القمة، أي أن يقوم الرئيس حسن روحاني بزيارة الرياض ولقاء العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، على أن تسبق زيارة روحاني زيارة يقوم بها الفيصل لطهران. لكن التطورات اليمنية أثارت حفيظة السعودية، وأعلن الفيصل، بعد لقائه نظيره الألماني، أن إيران ليست الحل وإنما هي جزء من المشكلة، وهذا يناقض ما تم الاتفاق عليه قبل اسبوعين من هذا التصريح.

وترى تلك القيادات اللبنانية ان المشكلة موجودة داخل السعودية حيث يدور صراع أجنحة: جناح يريد التصعيد وآخر يريد التفاوض.

من هنا، اتجهت الأنظار إلى الرهان الآخر المتمثل في المفاوضات النووية بين ايران والغرب.

فاحتمال التوصّل إلى اتفاق بين ايران و(5+1)، حتى لو بعد حين، يعتبر نقطة انعطاف في تاريخ المنطقة، ومن المؤكد انه سيؤثر في الملفات الإقليمية، ومنها لبنان، خصوصاً أن الولايات المتحدة الأميركية تضع هذه الملفات في خطٍ موازٍ للملف النووي، وهو ما ترفضه إيران التي تصرّ على أولوية الاتفاق النووي.

تريد الولايات المتحدة الاميركية تحجيم الانشطة النووية الايرانية، وايران لا تحتاج الى حجم انشطة كبير، انما الى وقود وهي على استعداد للالتزام بالتحجيم مقابل رفع العقوبات.

والأهم بالنسبة لحلفائها في المنطقة ولبنان تحديداً أنها تجزم بأنه في حال حصول اتفاق نووي فإنها ليست في وراد التخلي عن حلفائها لمصلحة أحد، وهي لن تتركهم حتى لو كان الثمن خسارتها.