IMLebanon

نسف النظام اللبناني؟

هل قرأ النائب ميشال عون الرسالة الذكية الضمنية التي وجهها اليه الرئيس نبيه بري والتي تقول “إن الجنرال ابن النظام وأعتقد أنه لن يفرّط به”؟

ربما ليس لدى عون وقت لقراءة الرسائل في هذه الساعات التي تفصلنا عن إطلاق “الحشد العوني” يوم الخميس الى بعبدا لطرد كل “الدواعش” الذين لم يقدموا له الولاء والطاعة، رئيساً للجمهورية السعيدة التي لم يبق منها سوى المساخر!

أقول للبنانيين المذبوحين من القرف واليأس ومما آلت إليه الأحوال في لبنان السعيد، وخصوصاً المسيحيين منهم الذين صارت حقوقهم الضائعة دربكات تُقرع بأيدي الذين يضيّعونها في انتظار أن يصل إليهم “غودو الفخامة”، أقول لهم: ليكن خميسكم على وصية رشيد كرامي الذي ليأسه ذات يوم من القتال بين القبائل اللبنانية قال للناس “اذهبوا الى البحر وتنشّقوا اليود”!

إذاً اذهبوا الخميس الى البحر وتنفسوا “اليود” جيداً قبل أن يخنقكم اليأس، واصعدوا الى الجبال وتنشّقوا الأوكسجين قبل أن تموتوا بثاني أوكسيد سياسات التعطيل، واتركوا بيروت حلبة صراع بين “الحشد العوني” ومن يعتبرهم عون من “دواعش السياسة”!

لست أدري لماذا طالب البطريرك الراعي عون بعدم التصعيد “واسمح لنا بالشارع”، لا يا سيدنا دعهم يتحرّكون ويتصبّبون عرقاً أمام “بيت الشعب” وليصل الزعيق الى السماء فماذا بعد؟

وليقُم الرئيس تمام سلام بواجبه الدستوري فيعقد جلسة مجلس الوزراء فماذا تكون النتيجة؟ هل يقوم أولئك الذين قالوا ذات يوم، إن حرق الوسط التجاري لا يحتاج الى أكثر من صفيحة بنزين وعود ثقاب، بالذهاب الى السرايا لإحراقها ودائماً على طريقة “الأسد أو نحرق البلد”؟!

أعود الى رسالة الرئيس بري وهي من تسع كلمات لكنها في حجم إنذار كبير “أعتقد أنه لن يفرّط بالنظام”، هذا يعني ضمناً أننا أصبحنا على حافة المؤتمر التأسيسي الذي تُطرح فكرته منذ أعوام قبل مسخرة الديموقراطية التوافقية التي فُرضت بالقوة لتعطيل الديموقراطية ونسف النظام، والذي “سيتكرّم” على المسيحيين بالمثالثة بدل المناصفة التي أقرّها “اتفاق الطائف”… فصحتين سلفاً أيها الأشاوس!

يكفي أن نتذكر مسلسل الإصرار على تعطيل النصاب ومنع انتخاب رئيس للجمهورية والتعطيل المتمادي للسلطة التشريعية ما بات يهدّد لبنان بخسارة ما يقرب من ملياري دولار من المساعدات الخارجية، والعمل لتعطيل السلطة التنفيذية ما لم ترضخ لشروط تقيّد على حقوق المسيحيين ومعظمهم براء من كل هذا… يكفي كل هذا للقول إن النظام قد يفرط فعلاً على أنغام “أنا أو لا أحد”!

يعرف الرئيس بري كما يعرف اللبنانيون أن الذين خططوا للمؤتمر التأسيسي، عثروا على “متعهّدين” شروطهم العرقوبية تخدم مخطط تعطيل الدولة وهدم النظام… فصحتين مرة ثانية!