Site icon IMLebanon

«تصريف الأعمال» اللبناني والإغلاق الحكومي الأميركي

 

بإمكان الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أن يرفعا (إذا أرادا) ما يجري في الولايات المتحدة الأميركية ويُعرف بتسمية «إغلاق العمل الحكومي» في وجهنا ووجوه جميع مستعجلي تشكيل الحكومة!

 

واذا كانت الحكومة اللبنانية معطلة عملياً كونها حكومة تصريف أعمال… فإنّ حكومة مستر دونالد ترامب معطلة بحكم الخلاف بين البيت الأبيض ونواب الحزب الديموقراطي وما نتج عنه من إغلاق حكومي لا تستطيع معه الحكومة الأميركية حتى أن تصرّف الأعمال. ويترتب عليه أضرار كبيرة تطاول مصير ملايين الموظفين.

 

والإغلاق الحكومي الأميركي أدّى الى «وقف جميع الخدمات الحكومية التي يمولها الكونغرس»  وقد يؤدي الى تسريح موظفي الحكومة كلياً إذا طال أمد الخلاف بين الفريقين… أمّا حالياً فنحو مليون موظف أميركي  يلازمون منازلهم من دون مرتبات أو تعويضات.

 

أمّا أكثر المرافق الحيوية التي أصابها الشلل جراء «الإغلاق» وقد توقف تمويلها كلياً فهي «النقل والمواصلات والخدمات العامة والحدائق والمتنزهات والمتاحف» … وتخفيض أعداد موظفي الحكومة بشكل فوري، وربما الى «الحد الادنى» في حال امتد الإغلاق الى أكثر من عشرة أيام وهذا ما حصل فعلاً وأثر على نشاط الكونغرس الذي سيفتقر الى مسؤولي وموظفي مكاتب عديدة فيه.

 

نحن عندنا، والحمد لله، المكاتب في إدارات رسمية عديدة مغلقة عملياً وإن كانت فاتحة شكلياً ومشكلة الإدارة معروفة بحكومة تصريف الأعمال أو مع حكومة «طبيعية» غير مستقيلة. وهذا معروف من الجميع خصوصاً من المواطنين بالذات أولئك الذين يضطرهم الأسلوب العملي  الى مراجعة شؤونهم بعيداً عن مناطقهم، بـ«فضل» المركزية المعتمدة عندنا والتي يضطر ابن آخر قرية نائية في لبنان أن «ينزل» الى العاصمة ليتابع معاملته… فيحضر متكبداً نفقاتٍ ومتاعب ونقليات مرهقة، فيصل  الى الادارة أو الدوائر المقصودة، ليُقال له: رئيس القلم غائب، أو رئيس المكتب غائب، أو رئيس الدائرة أو المصلحة (…) غائب!

ومع يقيننا الثابت بأنّ تشكيل الحكومة، عندما تُشكل بعونه تعالى، لن يبدل في هذه الحال، إلاّ أننا لن نتوقف عن المطالبة بإعادة فتح ملف التأليف بعدما رحل آخر المشاركين في القمة الاقتصادية التنموية الاجتماعية،  وبات «القوم» متفرغين لاستعادة الزخم الى مسار التأليف… إن شاء الله… والله سبحانه تعالى على كل شيء قدير، عساه يلهم الأقوام جميعاً فيتخلّى البعض عن أنانيته، والبعض الآخر عن عناده  والبعض الثالث عن عنجهيته والبعض الرابع عن شروطه…

 

لقد بات تشكيل الحكومة أكثر من حاجة أقلّه من أجل سمعة هذا الوطن الذي يقف قاب قوسين أو أدنى من تصنيفه بلداً فاشلاًَ!

 

فهل يحلّ الروح القدس على جميع المعنيين بعملية التأليف فيتوصلوا إلى حلٍ وسط يقيم لبنان من هذه الأزمة الحكومية التي لا نزال نصرّ على أنها مفتعلة؟!

 

وهل لنا أن نأمل خيراً بلقاء الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل أمس؟