مرّت أشهر على اعلان النائب والوزير السابق الياس بو صعب عن نيته باستئجار المستشفى اللبناني الكندي المقفل وتأهيله لاستقبال مصابي “الكورونا”. ومرّ شهر على تلقيه كتاباً من هئية ادارة الكوارث لاستخدام المستشفى، الذي صدف وأتى بعد يوم من التساؤلات التي أثيرت في وسائل الإعلام عن الأسباب التي حالت دون أن يفتح المستشفى أبوابه، بعد مدة على وعد الوزير الذي لم يتوقف عند “الكورونا” فقط، إذ انه وعد بفتح المستشفى لعلاج سائر المرضى في المنطقة مجاناً.
من هنا، أسئلة عدّة تطرح نفسها، بما ان هيئة الكوارث طلبت المستشفى من سعادته، وهو أعلن عن نيته باستئجاره، فلماذا لم يستقبل بعد المرضى المصابين بكوفيد 19؟ وما مدى صدقية مبادرة النائب بو صعب والكتاب الوارد من هيئة ادارة الكوارث؟ ولماذا برز الكتاب فقط عندما تم تسليط الضوء على هذا الموضوع؟ هل حصل بطلب منه لإتاحة الرد على ما أثير في الإعلام؟
وبعد شهر من الانتظار، لم يبدأ بو صعب وهيئة إدارة الكوارث العمل لاثبات صدقية أقوالهما، وكأنّ هذه الوعود كانت مجرد حملة دعائية على حساب الدولة وأزمة “الكورونا” ووجع الناس، لا شيء حدث إلّا الكلام الإعلامي وبعض أعمال التنظيف الخفيفة. وكان من المنتظر فتح المستشفى مجاناً لأهالي المنطقة بعد تخطي مخاطر “الكورونا”، وهو الجزء الثاني من الوعد، علماً أنّ بإمكان سعادته تقديم الخدمات الإستشفائية مجاناً في مستشفى الأرز، الذي يملك حصة كبيرة منه في منطقة المتن أو أقله أن يرفع نسبة المرضى الذين يستقبلهم على حساب وزارة الصحة، لكنه أيضاً لم يفعل.
وكان وزير الصحة حمد حسن والنائب بو صعب عقدا مؤتمراً صحافياً على باب المستشفى مطلقين الوعود، ومن ثم همّ رئيس هيئة ادارة الكوارث بإرسال كتاب الى الوزير بعد تحريك للملف إعلامياً من دون أي دور لوزارة الصحة. فلماذا شارك وزير الصحة في هذا العمل أساساً إن لم يكن ثمة نية بتسلّم وزارة الصحة لهذا المستشفى؟ وهل ستكون هيئة ادارة الكوارث فعلاً قادرة على تحقيق هذه المهمة؟
فعندما أطلق بو صعب مبادرته كانت على اساس استئجاره للمستشفى وتقديمه لوزارة الصحة، ومن ثم وبحسب اعلان سعادته، أصبح بتصرف هيئة ادارة الكوارث. ولكن في الحالين، ما زال مقفلاً وكل ما نراه ونسمعه لا يتعدى المبادرات والخطوات الشكلية. فهل تورطت وزارة الصحة وهيئة ادارة الكوارث في مشروع هما بغنى عنه، فضلاً عن تحمُّل كلفة اضافية فقط لعيون النائب الذي كان في سباق مع نائب آخر يهم بمبادرة لدعم مستشفى حكومي في المنطقة عينها، حيث وصل الدعم من وزارة الصحة بكلفة أقل على النظام الصحي وعلى النائب الزميل؟ وبانتظار تنفيذ الوعود فعلاً، من المتوقع أن يخطو سعادته خطوة شكلية، وأن يرمي الطابة أيضاً في ملعب هيئة ادارة الكوارث ووزارة الصحة، بعد توريطهما في مبادرة لم تكن موجودة أصلاً في خطتهما الوطنية لمكافحة “الكورونا”.