ماذا تفعل القيادات المسيحية اكثر من الثرثرة لتجنب بقاء الرئاسة الاولى من دون رئيس؟ وماذا يقال عن الشعب المسيحي – الشرقي الذي تطحنه المؤامرات والمجازر في وقت واحد؟ وماذا يفعل الموارنة للمحافظة على وجودهم في لبنان؟
هذه ليست مجرد اسئلة طالما ان لا جواب عليها «لان الرئاسة الاولى لا تزال ضائعة بين ذكاء بعضهم السياسي وبين غباء البعض الاخر الذي يبحث عن رئاسة تكاد تتسرب من بين ايدي الطائفة المارونية»، مثلها مثل قوافل النازحين الى المهاجر بحثا عن مكان يحترم وجودهم مهما اختلفت الاعتبارات السياسية في زمن المفارقات التي تمنع اثنين من ابرز الشخصيات المارونية من ان يتفقا على من يصل منهما الى قصر بعبدا (…)
ولجهة ما يتعرض له مسيحيو الشرق، فله كلام اخر، ان لجهة المؤامرات الدولية التي تستهدف سوريا والعراق، او لجهة القصد الاسلامي من طحن المسيحيين من دون معرفة الاسباب، باستثناء استئصال الحضارة التي من عمر هذا الشرق الحزين على ما يمارس بحق المسيحيين لغايات غير معروفة الا في القاموس السياسي اليهودي الذي يتطلع الى ابعد من انوف بعض القادة العرب، حيث ان الغاية التي يتجاهلونها تكاد تصل الى «عنق الرحم، عندهم، وليس من يسأل؟!
ان ظهور دولة داعش ليس ابن ساعته، والا ما معنى لما تقوم به من مجازر في حق الجميع الى جانب مجازرها بحق المسلمين الذين لم يروا الى الان ان من واجبهم التكتل لضرب الارهاب واجتثاث هذا الوباء قبل فوات الاوان، خصوصا ان الاصولية الاسلامية تكاد تأكل من يعترض طريقها مسلما كان ام مسيحيا وفي الحالين تبقى النتيجة واحدة لجهة القضاء على كل من يعترض سبيلها؟!
فالذين كانوا وراء تخويف داعش ومن هم في مستواها بالقتل، تحول القتل عندهم الى مزاجية شخصية في مقدمها الاستعداد للتخلي عن النفس من غير حاجة الى تخيير هؤلاء بين الموت الذي يعدونهم به او الموت الذي يختارونه طوعا وعندما يريدون ذلك، ومن ضمن كل ما تقدم ليس بوسع اي قائد عربي او اجنبي وضع احد الجنود امام خيار الانتحار، فيما بوسع داعش طلب الانتحاريين مزاجيا «لان طريق السماء ستكون مفتوحة امامهم من دون حاجة الى وسيط سوى تنفيذ رغبة الامير» الذي قد يكون من اغبى اغبياء عصره وفصله في هذه المنطقة او تلك؟!
ان الصراخ والعويل من جانب المسيحيين لا يفي بالغرض طالما استمرت عمليات الابادة بحقهم والا لن يكون معنى لبيان ولثرثرة، كي يتوقف الجناة عن ارتكاب المزيد من الجرائم، فضلا عن ان الاعتصامات والتظاهرات لا تقدم بديلا، خصوصا في لبنان المتخم، بقوافل لا تعد ولا تحصى من النازحين السوريين على انواعهم ومن النازحين العراقيين تحديدا من المسيحيين وثمة استثناء في هذا المجال مفاده ان لبنان مرشح لان يتحول بقدرة قادر الى بوابة هجرة مسيحية واقامة مسيحية طارئة لكل من يغادر بلده جراء ما يتعرضون من مذابح واعمال تهجير؟!
هذا الشيء قد لا يخيف بعض الاقطاب المسيحيين، طالما ان بحوزة معظم هؤلاء هوية مزدوجة وثالثة بالنسبة الى القادرين منهم، ممن توصلوا الى هكذا نوع من الهويات قياسا على ما يقدمونه من خدمات لهذا البلد الاجنبي او ذاك ومن بعدهم الطوفان الذي لا بد وان يأكل اخضر مسيحيي لبنان ويابسهم في المنطقة المشرقية ككل، لاسيما ان اللبنانيين الذين يعيشون بدائل هجرتهم القسرية هم في غالبيتهم من المسيحيين؟!
واذا كان من مجال لسؤال الغرب عما يفعل للمسيحيين اللبنانيين ولمسيحيي الشرق يأتي الجواب «ماذا فعل المسيحيون اللبنانيون ببعضهم لاسيما في الحرب الاهلية التي قضت على اكثر من مئتي الف شاب وهجرت البقية الباقية منهم، حيث لم يعودوا يجدون مكانا امنا في وطنهم، وهذا ما يجب ان يسأل عنه القادة من المسيحيين الذين اكتفوا بعصر البقية الباقية منهم بذريعة التمزق بين الولاء لهذا الزعيم او ذاك؟!
المهم في هذا الوقت المتسارع ان لا تبقى رئاسة الجمهورية مجرد عملية سياسية ابتزازية، كي لا يستمر البكاء على الاطلال وما الى ذلك من «نشر عرض» متبادل بين السياسيين من الوسط المسيحي كي لا تصل الامور الى حد تفريغ لبنان من «الغباء المسيحي الشمولي» على رغم ان بعضهم يتطلع الى مثل هكذا نتيجة في خلاصة الكلام؟!