IMLebanon

عيديَّة اللبنانيين:  عودة الرئاسة… وعودة الرئيس الحريري

حدثان لا يمكن تجاوزهما في سياق المسار إلى قصر بعبدا:

الأول إتصال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند برئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، والمكالمة الرئاسية دامت عشر دقائق كان من شأنها إعطاء دفع قوي لعملية الإستحقاق الرئاسي.

والثاني ما دار بين سيد بكركي والزعيم الشمالي:

فكم هو مُعبِّر وعميق الحوار المقتضَب بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجيه، أمام أعين الصحافيين قبل بدء الإجتماع ليل أول من أمس الخميس في بكركي.

الكاردينال الراعي بادر الوزير فرنجيه بالقول:

أبهجت كلَّ اللبنانيين وحرّكت الإستحقاق. فردّ الوزير فرنجيه:

حرّكنا الملف الرئاسي لأنَّ الرتابة تقتل.

اللقاء كان مقرراً أمس الجمعة، لكنَّ رغبةً مشتركة من الكاردينال الراعي والزعيم الشمالي بتقريبه إلى مساء الخميس، فور عودة الكاردينال الراعي من الخارج، تؤشِّر إلى أنَّ المسار الرئاسي جرى تسريعه نسبياً عملاً بالحكمة القائلة:

خير البرِّ عاجله.

الكاردينال الراعي لم يكتفِ بالإشارة الإيجابية إلى البهجة بل أرسل إشارة إيجابية إلى الرئيس سعد الحريري الذي كان قبل ساعات قد عقد خلوةً لساعة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فقال في إشاراته:

إنَّ مبادرة الرئيس الحريري لها قيمتها وهي مبادرة جدية، والباب فُتح حتى يستطيع كل الأفرقاء التحدث بمسؤولية عن الحلِّ الأنسب.

هكذا بدا أنَّ قطار الرئاسة وُضع على السكة وانطلق، وأنَّ المسافة بين نقطة الإنطلاق ونقطة الوصول لا تبدو بعيدة، فالوزير فرنجيه المعروف عنه صدقه وعفويته، قال بكلِّ جرأة من بكركي:

أنا كرئيس للجمهورية سأعمل على قانون يُنصِف المسيحيين، وإنَّ هدفنا حل الأمور بتوافق وإجماع وطني وإذا إنتُخِبت أريد أن أكون محاطاً بجميع اللبنانيين ولا سيما بجميع المسيحيين.

حين يقول الوزيرفرنجيه:

أنا كرئيس جمهورية فهذا يعني أنها قرَّبت، وأنَّ النقاش تقدَّم من حسم مسألة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة إلى إعادة تكوين السلطة، التي تبدأ بقانون جديد للإنتخابات تجري على أساسه الإنتخابات النيابية، لتضع حداً لمهزلة التمديد الذي أصبح عيباً من عيوب النظام.

وإذا كان من عدّ عكسي جدي فهو سيبدأ الأسبوع الطالع من خلال المؤشرات الممكنة التالية:

عودة عرَّاب إنتخابات الرئاسة الرئيس سعد الحريري لن تكون بعيدة، لقد بدأ الزعيم الشاب بحزم حقائبه للعودة النهائية وليست الموقتة، فهذه العودة ستُشغِّل محركات الخطة التي ستوضَع من أجل تكوين السلطة وزارياً وإدارياً، هناك حكومة جديدة سيبدأ التفكير في وزرائها منذ الآن، هناك شغورٌ هائل في مواقع قيادية إدارية وعلى مختلف المستويات، وقد آن الأوان لوضع حدٍّ لها. هناك قضية الموازنة العامة إذ لا يُعقَل أن يبدأ عهدٌ ومازال الصرف يتمُّ على القاعدة الإثني عشرية.

يُقال الثالثة ثابتة فماذا لو كانت ثالثة وثلاثين؟

إنها جلسة الأربعاء الثالث من هذا الشهر الموافق في 16 كانون الأول، وعلى الأرجح ستكون العيدية الأغلى للبنانيين:

عودة الرئاسة وعودة الرئيس سعد الحريري.