Site icon IMLebanon

قفزة جنونية في الأزمات والأسعار

 

فيالق جهنّم تهاجم على جميع الجبهات… “خلص فلت الملقّ”

 

 

دقّ ناقوس الخطر، استفحلت الازمات بالجملة هذه المرة بعدما كانت تخرج الى حياة المواطن بالمفرّق، فدفعة واحدة أعلن عن ازمة تقنين المياه والاشتراك والبنزين والكهرباء. وحتى الهاتف دخل على الخط، مع اولى بشائر الأزمة التي بدأت مع توقّف شبكة “الفا” عن العمل لعدة ساعات بسبب نفاد المازوت، ما يعني ان المواطن مهدّد بالانقطاع عن عالمه الخارجي في القريب العاجل، وحينها سيتوقف آخر متنفّس له للتعبير، أي الفضاء الافتراضي، حتى خرج أحدهم بالقول “رجعونا للعصر الحجري”، وسأل آخر: “من وين بدنا نلاقيها، خلص فلت الملق”.

 

وفيما كان متوقعاً ان تنفرج ازمة البنزين، بقيت الطوابير هي الحاضر الاكبر في يوميات المواطن الذي يكرّس كل وقته بحثاً عن البنزين، في حين عمدت بعض المحطات للبيع عبر “بون” ومن لا يملك هذه البطاقة لا يحصل على البنزين، وبحسب ما يبرر أصحاب هذه الخطوة فإنها تحدّ من الإشكالات التي تشهدها المحطات وتنظّم عملية توزيع البنزين وبهذه الطريقة نحدّد عدد السيارات التي ستحصل على المادة بحسب الكمية المتوفرة، ونتجنّب أشكالات وانفعالات الناس.

 

والى مشهد الأزمات، دخلت مجدّدا أزمة الخضار الى الواجهة مع ارتفاع أسعارها الكبير وفقدان العديد منها، في حين اضطر كثر من الناس للاستغناء عنها، نظراً لعدم قدرتهم على شراء ضمّة البصل الاخضر بـ5 آلاف ليرة والخسة بـ5 آلاف في حين سجل اسوأ كيلو فاكهة بـ15 الف ليرة أو كما قالت احدى السيدات “اشتري وكبّ”، في إشارة الى أن النوعية رديئة. وفق الحاجة نهى التي اضطرّت للتخلي عن اكياس الخضار التي كانت تود شراءها “تفاجأت بالاسعار، باتت اكبر من امكانياتنا، لا يكفي تخلّينا عن الدجاج واللحوم اليوم نتخلّى عن الخضار والفاكهة”، وتضيف “رجعونا لزمن جدودنا، أي للبرغل عبندورة، وكمونة شراب، وكبة حيلة”، لا تنكر السيدة “أنّ هذه الاكلات صحّية وذات مذاق شهي، غير ان جيل اليوم لا يأكلها”…

 

قفزة الاسعار الجنونية باتت خبز المواطن اليومي، حتى الخبز يقفز يومياً، مثله مثل اسعار سلع السوبرماركت التي بات لا يدخلها الا من استطاع للشراء سبيلاً، نظراً الى الغلاء غير المبرر للسلع.

 

عند مفترق طرق خطير تقف حياة المواطن، مواطن بات لا يعرف من اين يأتيه كف الأزمات، من تقنين الاشتراك القاسي بالرغم من الفواتير المرتفعة ما يهدّده بالعتمة، أو من تقنين المياه التي اعلنت عنه شركة المياه داعية المواطنين الى الترشيد الكبير في الاستهلاك، وهنا تتذكّر ام محمد أيام التسعينات حين دخلت القرى في ازمة مياه حادّة، “وقتها كانت النسوة تقصد مع اولادها الحاووز”، وهو خزّان كبير للمياه، لملء غالونات المياه ونقلها سيراً على الاقدام الى المنازل للاستهلاك والغسيل الذي كان يتمّ عَ الإيد”، وهو ما تتوقع العودة اليه، فالظروف التي نعيشها اليوم أسوأ بكثير من السابق، اقله كانت الاموال متوفرة، والمواد الغذائية رخيصة الثمن، اليوم بات علينا التعايش مع القلة، مع العتمة، مع العطش، مع فقدان الدواء وكل شيء، والأخطر من ذلك هجوم “كورونا” مجدّداً علينا، وهو ما ينذر بالانفجار الاخطر”.

 

على ما يبدو، لا حلول قريبة في الأفق، وكل ما يخرج لا يعدو كونه ابرة مورفين لتخدير الشعب اكثر. حتى اضراب الصيدليات لم يدخل حيز التنفيذ في منطقة النبطية، فالصيادلة لم يتفقوا على الالتزام، قرروا مواصلة العمل باللا شيء، لانهم لا يثقون بأن الاضراب هو الحل، ويعتبرون انه لن يخرج الا بخطاب مخزٍ، ووفق ما أكّده عدد من الصيادلة “فإن الدواء مفقود كلّياً، ونعتمد احياناً الجنريك واحياناً لا نجده، غير ان ذلك لم يدفعنا للاقفال لان البلد كله على حافة الانفجار، ونأمل في ان تخرج الصرخة من الشعب الاكثر تأثراً بالازمة لأنه القوة الضاغطة، وغير ذلك فالاقفال السابق لم يعط نتيجة، واليوم كذلك، الضربة القاضية تكون من الشعب في وجه حكام الاحتكار، وغير ذلك كلّه عالفاضي”.