هل يحتمل اللبنانيّون في هذه الأيّام اللغة الانتخابيّة في توقيت يبدو فيه أنّنا أمام دولة لا تكترث حتى لما تبقّى من لبنانيّين لم يبلغوا عتبة الإفلاس، يتسارع الانهيار حتى لنكاد نظنّه أنّه سيقع في طرفة عين، صحيح أنّ الحلول سلحفاتيّة لن تغيّر حرفاً في مسار الانهيار خصوصاً وأنّنا أمام طبقة سياسيّة تغضّ طرفها عن كلّ الحقائق المخيفة التي تعصف بالمواطن من أجل مصالحها الشخصيّة، كلّ هؤلاء لا يبالون لو مات الشعب كلّه في سبيل بقائهم في مناصبهم،مكتفين بالحراك التقليدي الذي لا يقدّم ولا يؤخّر، هناك فريق في البلد لا يريد لا دولة ولا بلد إلا بما يتناسب وأجندته فقط!!
غالباً ما نعيشه اليوم هو نتائج فقط ومعالجة النتائج سواء مع حكومة هزيلة بالكاد استطاعت أن تجتمع من أجل إقرار موازنة بعد طول تعطيل أو بمحاولتها ترقيع الواقع المخيف تحت عنوان إقرار موازنة أو استعدادها لإجراء انتخابات نيابيّة لا تعرف هذه الدولة إن كانت سيكون بمقدورها إجرائها فيما المؤسف أنّ الجميع متواطئ على إضمار الصمت تجاه حزب الله المتسبّب الحقيقي في معاناة الشعب اللبناني وانهيار البلاد، مع الإشارة إلى أنّ أي كلام لن يقدّم ولن يؤخّر عند حزب الله ومخطّطه للبنان ومعه المنطقة العربيّة!
اعتاد اللبنانيّون أنّ الحال في لبنان لا يتغيّر إلا من سيىء إلى أسوأ ومجدّداً يُدرك اللبنانيّون أنّهم يعيشون بـ»اللطف الإلهي»، وعدم انتظار أي تحسّن يطرأ على الوضع مهما كان طفيفاً يساعد اللبنانيّين على الاستمرار، عدم الانتظار ينقذهم من الإحساس بالخيبات المتتالية من دولة تعدهم ولا تفي، فقد المواطن اللبناني ثقته نهائيّاً بكلّ الشعارات الحكومية والسياسيّة، لم تعد النّاس تحتمل هذه المهازل والاستهتار والعيش على هذا المنوال من القلق ومن المؤسف أنّه لا يوجد مسؤولون يأخذون البلد على محمل الجدّ ويقدّرون خطورة الصورة التي تركوها في أذهان العالم، وأنّ حدود غاياتهم هي تناتش السلطة والتكالب على الحصص، فهل تكون الأيام المقبلة كفيلة بجرّ لبنان إلى حيث لا يريد، هل تستدرج لبنان إلى الفوضى مع تراكم هذا القلق الذي تُبديه سفيرتا الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا من اجتماع إلى اجتماع للسؤال وجس النبض اللبناني من أجل الانتخابات؟!
بدون شكّ نعيش في بلد ركيك، ما هي خطوات الإنقاذ لا تملك أي هيئة أو مؤسسة رئاسيّة دراسة واحدة واضحة وجديّة عن كيفيّة الخروج من هذا النّفق الأسود، العتمة أيضاً قادمة سيجتمع علينا الظُّلم والظُّلمة في بلد «إرتجالي» بكلّ ما للكلمة من معنى، لم تعد مجدية فيه أبداً أي محاولات لتسكين المخاوف الجديّة التي تعصف بأذهان اللبنانيّين الذين يتمسكون حتى اللحظة بصمتهم لأنّهم لا يملكون إلا التزام الصمت، وكم هو الوقت المتبقي والمتاح من الزمن الدولي للعبث المستمرّ بمصير لبنان بتواطؤ الجميع؟!