Site icon IMLebanon

التشكيل لبناني والتوقيت اقليمي

 

التعثر الحكومي الذي تحدث عنه البطريرك بشارة الراعي وسبقه اليه الرئيس نبيه بري، كرّسه فشل المخاض السياسي في احداث الولادة، التي توقعها بري قبل سفره باجازته السنوية الى ايطاليا، لتذهب تمنياته وتوقعاته أدراج الرياح الداخلية، كما يقول القيّمون على الأمر، أو الخارجية، كما تؤشر بوصلة المستجدات العسكرية في الجنوب السوري…

وعاد الحديث عن حكومة خلال أسبوع أو عشرة أيام، كما قال الوزير رائد خوري، بينما أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الى مهلة مفتوحة، اذا تجاوز المخاض نهاية هذا الشهر، ما يوحي بأن حزب الله مستعجل على تشكيل الحكومة، التي ستضم ثلاثة من وزرائه، لأول مرة، ومع وزارة خدماتية، ايحاء برغبة الانغماس الكلّي في الحياة السياسية اللبنانية، قبل تبدّل الفصول.

وما لم يقله الحزب، عن مؤخرات التشكيل، عبّر عنه الرئيس نبيه بري، عندما وضع الحلّ عند الرئيسين عون والحريري، ما سارعت مصادر رئيس الحكومة الى الرد عليه بإلقاء المسؤولية على عهدة أصحاب المطالب الوزارية المضخمة، بينما اعتبرت أوساط بعبدا ان كلام بري، لا يلغي واقع الجهود الرئاسية المبذولة، وان سرعة التشكيل مهمة، كما تقول قناة أو. تي.  في، لكن الأهم عدم الخروج من القواعد والأصول المتبعة بحجة التعجيل… وفي النتيجة ترى ان شدّ الحبال لا يؤدي الى تقطيعها، انما الى إرخاء القبضة.

لكن الأوساط المتابعة تلحظ انقطاع الكل عن الكل، حيث لا لقاء بين الحريري وباسيل، ولا بين باسيل وجعجع، أو باسيل وجنبلاط، وكأن القبضات شُلّت، ولم تقف عند حدود الارتخاء.

بعض المتابعين عبّر عن خشيته من أن يكون التباطؤ في اعلان نتيجة السباق، من قبيل الرد الضمني على المستعجلين، أو بالأحرى المتدخلين في أمر حصري الشأن والاهتمام، من خلال بعض الطروحات المستحيلة القبول، كالاصرار على توزير النائب طلال ارسلان، رغم عدم انطباق توزيره على المعادلة المعتمدة، والتي تعطي الوزراء الدروز للكتلة الأقوى والتي هي كتلة جنبلاط، ورغم العلم والخبر برفض جنبلاط التخلّي عن أي مقعد مما هو حق لكتلته، مهما كانت الضغوط والمغريات.

وجاءت العراضة بالدراجات النارية التي نظمتها السفارة السعودية من جادة الملك سليمان في وسط بيروت، الى مختارة وليد جنبلاط في الشوف، وبمشاركة سفراء عرب ودبلوماسيين أمميين، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بمثابة حفر وتنزيل… حفر انساني وتنزيل سياسي متعدد الأهداف والعناوين.

نفس المعضلة بالنسبة للقوات اللبنانية، التي تطالب التيار بتنفيذ اتفاق المناصفة، الملحقة بتفاهم معراب، بينما يتجنّب التيار الاعتراف بوثيقة تتردد القوات في اعلانها للملأ، منعا لكسر الجرّة مع العهد، وترى ردا على من يتهمها بالتعقيد، ان العقدة عند من يمليها…

وبالنتيجة العقد متتابعة، بصرف النظر عن المعقّد، وليس مهمّا من يعقّد الأمور، فاللبناني يدرك بالخبرة والتجربة، ان القيّمين على أموره، أصداء محلية لأصوات خارجية، بل المهم الى متى سيستمر هذا التعقيد، وبحسب أي توقيت اقليمي بالتحديد؟