IMLebanon

أين أنت يا “البطريرك غريغوريس الرابع”- “إمام المسلمين” ٢/١ ؟

 

أخطار «المجاعة» و«الفقر» و«الأوبئة»، التي تعصف بـ«لبنان – الوطن» منذ «٧٥٠» يومًا نحسات، مما قرّبها لأيام «المجاعة والفقر والأمراض» التي عصفت بـ«الربوع اللبنانية» في «سفربرلك» ابان «الحرب العالمية الأولى – من ١٩١٤ إلى ١٩١٨ -.

 

هذه الأخطار أعادتني بالذاكرة إلى تلك لأيام النحسات منذ «١٠٦»، والفارق أنه في تلك الأيام كان هناك «رجال رجال» هبوا لنجدة «بني وطنهم» على اختلاف طوائفهم وكان في مقدمتهم «غنطوس بن جرجس الحداد» – أو البطريرك «غريغوريوس الرابع» حداد -، وهو ابن قرية «عبية» قرب مدينة «عالية» في «الربوع اللبنانية»، (١-٨-١٨٥٩ – ١٢-١٢-١٩٢٨).

رُسم شماسًا في عام ١٨٧٩ تحت إسم «غريغوريوس»، وسيم كاهنًا على يد مطران بيروت «غفرائيل شاتيلا» ١٨٩٠.

 

أسهم بدور رئيسي هام في “الجبهة العربية الأنطاكية” التي تزعمها المطران «غفرائيل شاتيلا»، والتي نجحت في عام ١٨٩٠ في انتخاب وتنصيب «ملاطيوس الثاني» الدرماني، – مطران اللاذقية – بطريركًا عربيًا على الكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي منذ ١٧٢٤.

 

وعقب وفاة البطريرك ملاتيوس تم انتخابه في ٥-٦-١٩٠٦ بطريركيًا عربيًا ثانيًا على انطاكية وسائر المشرق – وكان مطرانًا آنذاك لمدينة طرابلس «اللبنانية» – وهو البطريرك الـ«١٦١»، والرابع آنذاك تحت إسم غريغوريوس.

 

كان رجلًا من رجالات سوريا ولبنان  الذين عرفوا قيمة «الوطن» و«المواطنة الحقيقية» بدفاعه عن «الوطن» وأبنائه جميعًا على اختلاف طوائفهم، بعطائه وتسامحه ومحبته – إبان الحكمين: التركي، والسنوات الأولى من الانتداب الفرنسي -، لذا أطلق عليه المسلمون اسم «محمد غريغوريوس»، و«بطريرك النصارى وإمام المسلمين».

 

بسبب عطاءاته الإنسانية التي يُضرب بها المثل خصوصًا في أيام «سفربرلك» في الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ – ١٩١٨، وهذا ما سيكون مضمون القراءة غدًا إن شاء الله تعالى.