Site icon IMLebanon

المرحلة الأشدّ قساوةً

 

 

المرحلة المقبلة ابتداءً من الأيام القليلة الآتية، ستكون الأقسى على اللبنانيين، طبعاً وعلى سائر المقيمين في لبنان، خصوصاً على الصعيد المعيشي.

 

صحيح أن الأزمة الاقتصادية ليست وليدة اليوم، ولا الأمس القريب، وهي كانت قائمة في الشتاء الماضي… إلّا أنها تفاقمت هذه السنة التي تُعتبر استثنائية بأثقالها على لبنان، جرّاء تفاقم الضغط المعيشي على الناس، خصوصاً في ضؤ سلسلة تطورات ومستجدات أبرزها اثنان متلازمان: أولهما انهيار العملة الوطنية اللبنانية لدرجة مروّعة، إلى حدّ تحوّل المرتّبات والأجور، التي هي بالليرة، إلى ما يوازي الصفر تقريباً… والثاني رفع الدعم عن سلَعٍ أساسية هي من ضرورات الحياة، بما فيها الكثير من أنواع الأدوية…

 

كنّا، في هذا البلد، نقيم حساباً لفصل الشتاء الذي «بِساطُه ضيّق» عكس الصيف الذي قال مَثَلُنا السائر إن «بساطه واسع». لماذا؟ لأنه فصل الاستحقاقات الحياتية الصعبة إذ تحل في بدايته وآخره أيضاً مواعيد تسديد الأقساط المدرسية، وحتمية توفير الملابس التي يُتَدَثَّرون بها لمواجهة برد الشتاء، وتأمين الأدوية لمكافحة فيروسات الأنفلونزا ومشتقاتها، وخصوصاً تهيئة المحروقات (تحديداً المازوت) التي ارتفعت أسعارها إلى ما فوق الريح…

 

إلا أن هذه كلّها لن يكون تأمينها في متناول القسم الأكبر من شعبنا الذي يرزح تحت خط الفقر…

 

من هنا نقول إن المرحلة الآتية ستكون الأشدّ قساوةً على الناس في هذه الأيام التي تعجز الحكومة عن الاجتماع، مجرد الاجتماع، فكم بالحري مقاربة فمعالجة القضايا بالغة الأهمية التي لا يمكن للبلد أن يقلِّع من دون إقرارها؟!.

 

إنه الزمن الذي درجنا أن نسمّيَهُ، في هذه الزاوية «زمن الرداءة والرٍدّة»، مع هذا الجيل من المسؤولين في السلطة وخارجها، الذي اعتدنا، كذلك أن نسميَه «الجيل الهجين».