لبنان غير قادر على تنفيذ الوعود والإصلاحات لتلقيّ المساعدات.. والمشهد : مكانك راوح!!
في كل القمم والاجتماعات العربية والغربية وتوابعهم، يكون لبنان حاضراً ولو بخجل، من دون ان يظهر في المقدمة، بل في آخر لفتات واهتمامات القادة، على حد قول مصادر سياسية، خصوصاً منذ ان بدأت الانهيارات تتوالى عليه من كل حدب وصوب، لتتردّد مقولة “ساعدوا انفسكم لنساعدكم “، وهي الجملة الشهيرة التي ردّدها الفرنسيون خلال زياراتهم الى لبنان، منذ تفجير الرابع من آب 2020 الذي اودى بلبنان الى الهاوية ولا يزال، وبرز حينها وزير الخارجية الفرنسية من خلال تلك الجملة الشهيرة، من دون ان يلقى أي تجاوب من قبل أي مسؤول لبناني، لانّ الردود كانت وما زالت وعوداً وستبقى. فلا حلول في الافق اللبناني، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل القريب والبعيد، لانّ المكتوب يُقرأ من عنوانه، والعناوين اللبنانية باتت واضحة ولن تسير على طريق التغيير او الاصلاح، اللذين بقيا مجرد دروب وعرة، لم يستطع أي مسؤول سلوكها وتنفيذ الوعود التي قطعها للمسؤولين العرب والاجانب.
الى ذلك ومع ” نفض” باريس يدها من لبنان، اذ لم تستطع خرق أي ثقب في الجدران الموصدة، على وقع المحاصصة والخلافات بين الاطراف اللبنانية، تضيف المصادر، اتى دور المبادرة المصرية وترافقت مع زيارات لمسؤولين مصريين، لم تحقق شيئاً على الرغم من مناشدتهم المسؤولين اللبنانيين، بتحقيق الانجازات والتفاهم و إتخاذ المواقف الموحّدة، لانّ لبنان على المحك ووصل الى الهاوية، ولا سبيل لإنقاذه سوى بالتوافق فقط لا غير، لكن بقيت الامور على حالها، لتبرز الورقة الكويتية بعد القطيعة التي حصلت بين لبنان ودول الخليج، خصوصاً المملكة العربية السعودية، اذ وفي محاولة لوساطة عربية وصل الى لبنان في كانون الثاني الماضي، وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح ، حاملاً في جعبته رسالة خليجية – عربية – دولية تضّم أفكاراً مقترحة لإعادة الثقة مجدّداَ مع لبنان، وتضمنت شروطا عدة منها تطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي 1559، وحول سيادة لبنان وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي والقرار1701 ، كما تضمّنت الورقة نقاطاً حول تفعيل التعاون الأمني بين الأجهزة اللبنانية والخليجية مع ضرورة التشدّد في منع تهريب المخدرات الى دول الخليج من خلال الصادرات اللبنانية.
واكدت المصادر ان كل تلك الاوراق والمبادرات خاضت مسيرتها في لبنان بالفشل، وصولاً الى ” قمة جدّة للأمن والتنمية ” التي عقدت قبل يومين، بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة، وكان لبنان على لائحة بنودها، فأكدت دعمها لسيادته وأمنه واستقراره، ولجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي، وبالنسبة الى الانتخابات الرئاسية المرتقبة، ودعا القادة جميع الأطراف اللبنانية الى إحترام الدستور والمواعيد الدستورية، مؤكدين دعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان، وشدّد البيان على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن.
واشارت المصادر الى ان هذه البنود لم تصل مسامعها الى أذهان المسؤولين اللبنانيين، وكأنّ لبنان بألف خير، فلا آذان تسمع ولا مَن يهتم، فيما المواطن يئن من الجوع والبطالة والمرض والفقر، في ظل تدهور كبير لسعر العملة الوطنية مقابل الدولار الاميركي، وإرتفاع هائل وغير مسبوق في أسعار السلع الغذائية، مع مخاوف من حصول مجاعة كما يردّد، وخصوصاً ان المخاوف والهواجس ستزداد وفق المعلومات في شهر ايلول المقبل شهر الاستحقاق الرئاسي، كل هذا دفع بمصادر سياسية مواكبة لكل المستجدات، الى طرح اسئلة حول أسباب غياب الحس الوطني لدى معظم المسؤولين، الذين لا يأبهون لمصير لبنان واحوال اللبنانيين الكارثية، اذ يستمر معظم المسؤولين في الخلافات والسجالات والتباين في المواقف، وينسون انّ الوطن يكاد يغيب عن الخارطة الدولية، بسبب سياساتهم التي اوصلت البلد الى هذا الدرك…