لم يسبق أن واجه لبنان مثل هذا القدر من القضايا والأزمات التي يأخذ بعضها في رقاب البعض الآخر، لدرجة يصعب تعدادها كلها…
مع تعقيدات الحياة وظروفها القاسية، يبدو لبنان واللبنانيون يلهثون، عبثاً، وراء واحة من الطمأنينة… ولكن يتعذّر عليهم إيجادها في هذه الصحراء اللبنانية القاحلة.
وفي التقدير أن الترياق اللبناني لن يأتي من البلدان الخارجية شرقاً وغرباً… ولكنه يأتي بالضرورة من المحيط اللبناني الطبيعي. إلا أن كلمة المرور هي سعودية. وحتى إشعار آخر، فإن المملكة تُصر على النأي بالنفس، بعيداً جداً عن المسألة اللبنانية. والواقع أن لا بديل عن الرياض، التي حيّدت ذاتها، وبقوة وإصرار، بعدما بلغ بها اليأس من اللبنانيين حدّاً كبيراً على ما يُعلن العارفون بطوايا القرار السعودي.
وأما الأطراف الأُخرى، إقليمية ودولية، فثمة علامات استفهام ترسم ذاتها بذاتها، على سبيل المثال:
هناك طموحات متعدّدة لدى جهات كثيرة لقطف الاستثمارات في هذا البلد الصغير. استثمار بالمليارات في إعادة إعمار المرفأ، وكذلك المناطق المحيطة به.
واستثمار في الأهراءات التي يتردد أن الجانب الروسي يضع عينه عليها… وأن وُجهة موسكو ستكون طرابلس… ويذهبون إلى حد الكلام على اجتماعات تنفيذية عُقدت وتُعقد في هذا الصدد، وأن ثمة وفداً روسياً يُفاوض في بيروت.
واستثمار في معامل إنتاج الطاقة الكهربائية، مع العودة إلى معمل سلعاتا، بجانب معملَي الزهراني ودير عمار.
واستثمار في البنى التحتية بدءاً بالأوتوستراد العربي الذي يمر في نفق يمتد من ضاحية بيروت الشرقية إلى ما بعد ضهر البيدر (…).
وهنالك الكثير من المشاريع التي تُذكر تحت عنوان الملحّة والأكثر إلحاحاً.
وهذا كله جيد، خصوصاً اذا أُجري التنفيذ على قاعدة الـ BOT.
من هنا يُفهم هذا السباق الماراتوني بين وفود فرنسية وروسية وأميركية وصينية وألمانية إلخ… التي تحل في ضيافتنا.
ولكن حذار الفشل… فتمر الأيام والأسابيع والأشهر ونحن مطرحك يا واقف…
ألا يكفينا ما فينا من خيبات ونكسات وضربات؟!. حتى ليصحّ فينا قول الشاعر عن النصال التي تكسّرت على النصال.