IMLebanon

حوار لبناني – أميركي على «ضفاف» الرئاسة!

حوار لبناني – أميركي على ضفاف رئاسة الجمهورية في لبنان، جال على الأزمات المشتعلة في المنطقة، لكنه أبقى الصورة على غموضها!

مفتاح الحوار، كان استفساراً لبنانياً عن الرئاسة، وهل ثمة مرشح معيّن تدعمه واشنطن؟

الجواب الاميركي: «واشنطن لا تدعم مرشحاً بعينه ولا تضع «فيتو» على أحد، هي مع إجراء الانتخابات الرئاسية سريعاً، ثم إنّ هذا الامر شأن اللبنانيين، فليتفقوا في ما بينهم وينتخبوا رئيسهم ونحن نشجعهم على ذلك».

ولكن، هل تعتقد، في ظل الانقسام الحاد بين اللبنانيين، أن يتّفق هؤلاء على رئيس، تبدو هنا كَمن يطلب المستحيل؟

الجواب الاميركي: لا نريد أن نملي على اللبنانيين، هم أدرى بمصلحتهم.

متى ستبادر الإدارة الاميركية الى مساعدة لبنان على انتخاب رئيسه، هل كان لكم دور في الحوار بين سعد الحريري وميشال عون؟ في الماضي دعم السفير ديفيد هيل حوار الحريري وعون، وبعده جاء القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز وبعد مشاورات أجراها فكّر أن يقترح على الادارة الاميركية أن تسعى الى تليين موقف السعودية من عون، لكنه عدل عن ذلك بعد الاشتباك الكلامي حول تصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية بين جبران باسيل والسعودية في الجامعة العربية؟

الجواب الاميركي: لا املك معلومات، نحن نريد ان نرى لبنان آمناً ومستقراً، ولذلك نشجع الحوار بين اللبنانيين.

ومع انتقال الحوار الى المنطقة، توالت الأسئلة اللبنانية؛ ماذا عن العراق؟ ماذا عن اليمن؟ ماذا عن سوريا و»الشراكة» الاميركية – الروسية؟ ماذا عن تركيا ومدى توغّلها العسكري في الاراضي السورية؟

الجواب الاميركي قدّم الصورة التالية:

– الشرق على عتبة تحولات حقيقية، لكن ليس في المدى القريب إنما في المدى المتوسط.

– في اليمن، طال أمد الحرب، ولا نرى حكمة في استمرارها.

– في العراق، ربما كان هناك خطأ من البداية في «فرط» الجيش العراقي، ولكن، ما حصل قد حصل، وهذا البلد يسير حالياً نحو إعادة تثبيت وضعه، وقد حقّق إنجازات مهمة جداً في محاربة «داعش»، وبات على وشك إطلاق معركة تحرير الموصل، وربما خلال أسابيع قليلة جداً. فخطة تحرير المدينة جاهزة وبرعاية اميركية مباشرة، وتنتظر فقط تحديد ساعة الصفر.

الجواب الاميركي، جزم بالحسم السريع لمعركة تحرير الموصل. إلّا سأل الجانب اللبناني: إن تمّ تحرير الموصل، ماذا تقدِّرون أن يفعل الارهابيون، والى أين يمكن ان يتوجهوا إن تركنا لهم ممراً ليخرجوا، وهل تخشون أن يتوجّهوا الى لبنان؟

الجواب اللبناني، جاء صريحاً ومبنيا على خلفية فهم العقلية العربية وفيه «إن تحقّق الانتصار في الموصل، فإنّ اكثرية المسلحين «الصغار» سيرمون سلاحهم، ويندمجون في المجتمع. لكنّ الرؤوس الارهابية الكبيرة، فإن لم تقتلوهم، سيهربون حتماً، ليس بالضرورة الى لبنان، بل ربما الى ليبيا، أو الى افريقيا التي صارت تشكل الملاذ الجديد لهم.

– في سوريا، هناك أولوية ثانية، أو المرحلة الثانية بعد الموصل، أي تحرير مدينة الرقّة من «داعش» وسائر المجموعات الارهابية، وهذا ما سيحصل، وحاليا يجري برعاية اميركية مباشرة، إعداد خطة تحريرها، لكنّ ذلك قد يتطلّب وقتاً، إنما ليس طويلاً.

التوجّه الاميركي نحو تحرير الرقة من «داعش»، أراح الجانب اللبناني فعَقّب بالآتي: «الرقّة «مستودع الارهاب»، وتشكل عاصمة «داعش»، والأهم للبنان أن يتم تحريرها والقضاء على الارهابيّين فيها او طردهم منها، خصوصاً أنها كانت وما زالت تشكل فتيل التفجير الدائم للبنان، وهي المورد الاساسي للارهابيين اليه، وكل ما تعرّض له لبنان من عمليات ارهابية تمّ إعداده فيها، وانطلق منها.

خصوصاً أنّ الطريق ما بينها وبين الزبداني والقلمون، ما زالت مفتوحة وحركة المسلحين الارهابيين مستمرة ذهاباً وإياباً، ولو لم تكن هذه الطريق مفتوحة لما استطاع الارهابيون البقاء في الجرود المقابلة للبنان».

يضيف التعقيب اللبناني: «تحرير الرقة، يريح لبنان الى المدى الأبعد؛ يزيل أولاً البنية التنظيمية للارهابيين فيها وينسف مقر إدارة خططهم. ويُفقِد مسلحي الجرود مورد تموينهم ودعمهم لهم بالسلاح والمسلحين والتموين والتمويل، وثانياً يزيل حالة القلق الدائم لدينا من أن يحاول الارهابيون في لحظة معينة تحقيق حلمهم في إقامة دويلتهم في لبنان، خصوصاً في الشمال وغيره، وأكثر من ذلك يتيح للجيش اللبناني القدرة اكثر على الامساك والتحكم بالحدود الشرقية والشمالية، والاطباق على الارهابيين وإقفال الحدود ومنعهم نهائياً من التسلل نحو لبنان.

كما يتيح للجيش والاجهزة الامنية التفرّغ اكثر لتنظيف الداخل من الخلايا الارهابية، خصوصاً في البيئة المتعاطفة معهم، مع العلم اليقين أنّ تحت كل خيمة للنازحين السوريين قرب الحدود، يوجد حزام ناسف، إن لم يكن خلية إرهابية».

هنا، يورد التعقيب اللبناني ملاحظة: «تحرير الرقة سيذيب حتماً عصب الارهابيين، وليس مستبعداً، إن خرجوا منها، أن يحاولوا الانتشار في مناطق سورية اخرى، وأن يتوجّه بعضهم الى الجرود المقابلة للحدود الشرقية، لكن ليس بالاعداد الكبيرة، والجيش بالمرصاد لهم. في الخلاصة هؤلاء إن وصلوا لا يشكلون الخطر الكبير، ذلك أنّهم. سيأتون الى منطقة مقفلة، لا منفذ لهم منها، وهنا مقتلهم».

التعقيب الاميركي: «ومن اجل ذلك، الادارة الاميركية مصمّمة على دعم الجيش اللبناني بما يحتاجه من سلاح، وستزيد من هذا الدعم».

على أنّ الكلام الاميركي شابَهُ إرباك واضح، عندما تلقى من الجانب اللبناني سؤالاً: «ماذا يجري في الحسكة… وما هي حقيقة وحجم الدور التركي والدخول الى الأراضي السورية، وأين هي الولايات المتحدة ممّا يجري؟

في الحقيقة لم نعد نعرف ماذا يجري في سوريا. في البداية اندلعت ثورة ثم تحولت الى معركة إرهاب، العرب دخلوا فيها وكل العالم، وما زالت مستمرة والجميع يقولون إنهم انتصروا.

حضر الروس وقاموا بعمليات حربية ويحاولون وربما نجحوا في أن يثبتوا أنهم رقم صعب في المنطقة. الأميركيون تارة على خلاف مع الروس، وتارة أخرى على اتفاق وشراكة كاملة معهم، كما أنّ الاميركيين ضد النظام ويقاتلون «داعش»، ومن جهة ثانية مع الاكراد ويسلّحونهم، وفي الوقت ذاته يدعمون اردوغان في حربه عليهم، وتركيا تقاتل النظام السوري وتدخل في تعاون مع روسيا وإيران اللتين تحميان النظام وتمنعان سقوطه، ثم تبدأ بمغازلة النظام وتعلن انها تقاتل «داعش»، وفي الوقت ذاته تفتح حدودها لمسلحي «داعش» للتوجّه الى سوريا… وهكذا، إنها بحسب التوصيف اللبناني «خبيصة» لا يُعرَف أولها من آخرها. ونحن على يقين أننا اذا ما أدخلنا هذه الوقائع في الكومبيوتر «فسينفجر»!

أصغى الجانب الاميركي لهذا العرض المتداخل، فلم يعلّق، بل اكتفى برسم ابتسامة معبّرة.