IMLebanon

رهانات لبنانية مختلفة على الدور الروسي

بيروت كانت ولا تزال سوق رهانات مفتوحة على تطورات ومواعيد نربط بها ايجاد مخارج من أزمات ومآزق لا تنتهي. وكلما سقط رهان انتقلنا الى آخر، ولو على طريقة الفريق الذي يتعلق بحبال الهواء. فمنذ سنوات، ونحن نقول ونسمع من يقول لنا انه لا تسوية في لبنان قبل أن تتبلور الصورة النهائية في المشهد السوري الدامي. وعلى مدى أكثر من عام دارت الرهانات على الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة ٥١ لفتح الباب أمام انتخاب رئيس للجمهورية.

كان التركيز بالطبع على ما بعد تطبيق اتفاق فيينا وانخراط أميركا وايران في محادثات لترتيب صفقة جيوسياسية تعيد رسم النظام الاقليمي وتدفع الى نوع من التفاهم الايراني – السعودي. لا بل ان كثيرين تصوروا ان الصفقة اكتملت في محادثات سرية جرت على هامش المفاوضات العلنية حول الملف النووي. لكن ذلك بدا نوعاً من التمنيات التي سقطت سريعاً تحت دوي القذائف في حرب اليمن، من قبل أن يعلن المرشد الأعلى علي خامنئي تحريم أي تفاوض مع أميركا خارج الملف النووي.

وليس غريباً ان يزدهر حالياً موسم الرهانات على الرئيس فلاديمير بوتين وقرار الدخول العسكري الروسي المباشر في حرب سوريا. وهي بالطبع رهانات مختلفة، إن لم تكن متناقضة. فلا الرئيس بوتين عضو سري في حلقات المتحمسين له. ولا روسيا، كما سواها من الدول، جمعية خيرية. اذ الدول وحوش باردة كما كان يقول الجنرال ديغول.

ذلك ان الفريق الحليف للنظام السوري يتصور ان اللعبة انتهت عملياً، وأنه رابح مع حزب الله المشارك في الحرب والذي يتصرف على اساس انه مساهم في الربح مع موسكو وطهران ودمشق، وبالتالي فسوف يكون للبنان رئيس حليف لهذا المحور. والفريق المتعاطف مع المعارضين السوريين والدول العربية والاقليمية الداعمة لهم يرى أن اللعبة طويلة والمفاجآت كثيرة أمام الروس. لا بل ان فيه من يرى، ولو ربحت موسكو، ان بوتين لم يتدخل لولا فشل طهران وأذرعها المسلحة في ضمان الربح للنظام، وان القوة الدولية الكبرى ستضعف في النهاية النفوذ الايراني ودور حزب الله وتقود الى تسوية سياسية. والبعض يراهن على عوامل مهمة في الحسابات الروسية تفرض التركيز على لبنان واخراجه من المأزق.

لكن الانطباع السائد، وخصوصاً بعد المحادثات التي اجراها الرئيس تمام سلام في الامم المتحدة مع كثير من المسؤولين في المنطقة والعالم، هو ان لبنان ليس حالياً على أجندة الاهتمام الاقليمي والدولي. وليس ذلك أمراً سيئاً، لو كان لبنان على أجندة الاهتمام المحلي لدى ملوك الطوائف.