تساؤلات حول هبة المليارات والصفقة الروسية
شكوك لبنانية حول وصول السلاح الفرنسي في نيسان
في الاجتماع الأخير لقادة جيوش دول التحالف في الحرب على «داعش» الذي انعقد في الرياض مؤخرا، جرى تعداد ما سميت «دول الخط الاحمر» التي عانت من الارهاب الداعشي والتي لا تزال عرضة للاستهداف الارهابي، ومن ضمنها جاء لبنان كواحدة من اخطر الساحات المهددة الى جانب مصر والاردن وغيرهما. وكان تشديد من قبل الجنرالات الحاضرين، وفي مقدمهم الاميركيون، على مواجهة هذا الخطر ووقف تفشيه ومنعه من تحقيق اهدافه.
أخذ الحاضرون علما بالحرب التي يقوم بها الجيش اللبناني والمواجهات العسكرية والامنية التي يخوضها منذ 2 آب الماضي، وبسلاح دون الحد الادنى المطلوب في مواجهة خطيرة كهذه.
بعض الحاضرين أبدى اعجابه بما يقوم به الجيش، من دون ان ينتبه هؤلاء الى انه يخوض هذه الحرب شبه اعزل من السلاح المطلوب لمعركة شرسة من هذا النوع، ومن الحاضرين ايضا من عبر عن الاستعداد لتزويد الجيش بما تيسر من سلاح، وبالفعل كانت الترجمة سريعة بوصول دفعة من السلاح الاردني، واما الاميركيون فقالوا ان وتيرة تسليح الجيش اللبناني ستستمر وبزخم اكبر لتعزيز قدراته.
بالتوازي، وعلى ما يقول عارفون، فإن واشنطن ابلغت مستويات لبنانية رسمية، بأنها لن تترك لبنان يسقط في يد الارهاب، كما ستساعد هذا البلد على منع تفشي هذا الارهاب فيه، علما انها سبق لها ان قدمت، ولا تزال، خدمات استخبارية للاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية ساهمت من خلالها بتحقيق انجازات امنية كبرى وتفكيك خلايا ارهابية خطيرة وإلقاء القبض على انتحاريين قبل تنفيذهم للعمليات والخطط الارهابية المرسومة.
واشنطن مهتمة بلبنان، تنقل شخصيات لبنانية عن مسؤولين اميركيين. ثمة زيارات مكثفة لقادة عسكريين حصلت وستحصل الى بيروت، بالتوازي مع فتح مخازن السلاح الاميركي للجيش وتشجيع دول حليفة لواشنطن على دعم الجيش ورفده بالعتاد، لا سيما الامارات العربية المتحدة والاردن.
حتى الآن، كما يقول معنيون، لا يصل الى الجيش سوى السلاح الاميركي، وبوتيرة اسرع مما كانت عليه قبل هجوم المجموعات الارهابية على عرسال في 2 آب الماضي.
يفتح ما تقدم على سؤال عن مصير صفقة الثلاثة مليارات السعودية لفرنسا، وكذلك هبة المليار الموكل صرفها للرئيس سعد الحريري، وايضا ما حكي عن الهبة الروسية للجيش اللبناني.
يوضح معنيون بداية، انه من الخطأ القول بوجود هبة روسية، اذ لا يوجد شيء من هذا النوع على الاطلاق. الروس بكل صراحة يريدون مالا، ونقدا. لا توجد هبات، لا طوافات ولا طائرات حربية، الجيش في حاجة الى نوع معين من السلاح الروسي، وهناك عقد موجود لشراء صواريخ «كورنيت» وكذلك راجمات صواريخ بعيدة المدى (40 كيلومترا).
واما بالنسبة الى سلاح الصفقة السعودية ـ الفرنسية، فثمة من يقول ان اعتبارات لوجستية وتقنية هي التي تؤخر تسليم السلاح الى الجيش، ولكن في المقابل هناك من يحيط الموقف السعودي بعلامات استفهام، هل غيرت المملكة موقفها مع رحيل الملك عبدالله؟ هل خروج خالد التويجري من موقعه المؤثر والمحوري في الصفقة ادخلها في دائرة اعادة النظر فيها؟
نقل عن الحريري في زيارته الاخيرة الى بيروت ان الصفقة ما زالت قائمة، وانه شخصيا يتابع اجراءاتها والتفاصيل المتعلقة باتمامها، حتى ان البعض ربط سفره بمتابعة بعض الامور المتعلقة ببدء تسليم السلاح الى الجيش.
ويلفت هؤلاء المواكبون، الى انه برغم الوعد الذي قطعه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ببدء توريد السلاح الى لبنان مطلع نيسان المقبل، فإن لبنان المعني اولا بتحضير مخازنه وهنغاراته لاستقبال السلاح الموعود لم يتبلغ شيئا رسميا بعد، علما ان بعض الكلام يتردد في بعض المجالس اللبنانية عن دفعة سلاح يمكن ان تصل قريبا، هي جزء من هبة المليار، ولكن حجمها بالكاد يسلّح «فصيلة»!