IMLebanon

“القوات” وحيدة!

 

قد يكون البعض فرحاً بأن «القوات اللبنانية» بدت «وحيدة» في مجلس النواب أكثر مما هو فرح بإعادة انتخاب الرئيس نبيه بري في رئاسة المجلس وانتخاب النائب الياس بو صعب نائباً للرئيس، ولكن الواقع ليس كذلك فـ»القوات» بقيت منسجمة مع مواقفها التي أعلنتها في خلال الحملة الانتخابية وبقي إلى جانبها قلة ممن التزموا بشعارات حملاتهم الانتخابية، ولا سيما لجهة السيادة ورفض سيطرة «حزب الله» ومحور الممانعة ومواجهة الفساد.

 

الالتزام بهذه العناوين في مجلس النواب وفي الحكومة العتيدة وفي أي ممارسة سياسية هو الذي سيخرج البلد من أزمته، اما الاستمرار بمنطق التسويات من فوق الطاولة او من تحتها لن يوصل البلد إلا إلى المزيد من الخراب والانهيار كما دلّت كل التجارب السابقة، وهذا ما يجب ان يدركه جميع من يسمّون أنفسهم  بالسياديين والتغييريين.

 

هذا الأمر يفترض أن يلتزم به نواب «اللقاء الديمقراطي» والنواب السنة من تركة الرئيس سعد الحريري ومنهم من تحالف مع «القوات»، والنواب المسيحيون الذين تحالفوا مع حزب «الكتائب» تحت هذه العناوين، ونواب مسيحيون  ما تركوا مناسبة إلا  وقالوا فيها إنهم يلتزمون بتوجهات البطريركية المارونية، وإلى هؤلاء جميعاً يجب القول إن الانتقام السياسي من «القوات اللبنانية» إنطلاقاً من خلفيات متعددة موجودة لديكم لن يوصل البلد إلى بر الأمان، فالانتقام يجب أن يكون ممن أوصل البلد إلى ما هو عليه إلا إذا كنتم شركاء مع هؤلاء لا سمح الله.

 

يبقى نواب «التغيير»، أو نواب «إنتفاضة 17 تشرين»، وهؤلاء أخذوا في الجلسة الأولى لمجلس النواب قسطهم من الاستعراض والتعبير عن حلاوة الانتصار والدخول إلى المجلس النيابي نيابة عن «الثوار»، ولكن على هؤلاء أن يدركوا أن التغيير المنشود لا يتحقق بهذه الطريقة، كما أن لا قدرة لهم على تحقيق أي تغيير من دون تحالف مع قوى سياسية كبيرة في المجلس النيابي وفي مقدمها «القوات اللبنانية»، فالسياسة ليست على مبدأ «الفن للفن» وبالتالي الاستمرار في شيطنة «القوات» ورفض التعاون معها هو رفض لأي محاولة للتغيير ولكسر حلقة الانهيار التي تدور فيها البلاد، ويحاول أصحابها تمتينها بعدما تعرضت للخرق نتيجة للإنتخابات.

 

في الحقيقة ليست «القوات اللبنانية» وحيدة، بل إن القوى والنواب الذين يفترض أن يتحالفوا معها هم المشتتون والخائفون على مصالحهم ومواقعهم، والمفارقة أن هؤلاء لو سألوا اليوم عن العناوين التي خاضوا على أساسها الانتخابات واستثاروا حماسة الناخبين لردّوا ربما بأنهم إما قد نسوها أو أنها كانت فقط عدة الانتخابات وجمع الأصوات.