IMLebanon

“القوات” ولقاء “المعارضات”: للحلفاء قبل الخصوم “نحن هنا”

 

 

تتوالى فصول محاولة توحيد المعارضات للإتفاق على اسم مرشح رئاسي وسط استمرار تشرذم قوى 8 آذار وعدم وصولها حتى اللحظة إلى دعم مرشح واحد. فقد أفرزت الإنتخابات النيابية كتلاً معارضة، وخرج منها، القوى «السيادية» ونواب «التغيير» وقدامى «المستقبل» إضافةً إلى بعض النواب المستقلّين وعلى رأسهم كتلة نواب صيدا – جزين، لكن الهوّة بين نواب هذه القوى سرعان ما اتسعت وذهبت مكوناتها إلى الإنتخابات الرئاسية بصورة مشتّتة.

 

وحدها القوى «السيادية» كانت الأجرأ وطرحت ترشيح رئيس حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوّض وصوّتت له، لكن البارز في المرحلة الأخيرة حصول إجتماعات لكتل «الكتائب» ومعوض و»الإعتدال الوطني» وقسم من النواب «التغييريين» في الصيفي من دون مشاركة «تكتل الجمهورية القوية».

 

وفي السياق، فإنّ البعض رأى في هذه الإجتماعات محاولة جديدة لعزل «القوات» عن المعارضة قبل الموالاة، على رغم أن تكتل «الجمهورية القوية» يملك أكبر كتلة برلمانية وتبلغ 19 نائباً. لكن لدى معراب نظرة مختلفة للأمور، وهي التي نجحت بترميم علاقتها مع حزب «الكتائب» وبقية القوى «السيادية»، وترى أن الشكل ليس مهمّاً، سواء اجتمعت المعارضة دفعة واحدة أو اجتمع كل فريق لوحده، المهمّ الوصول إلى الهدف وهو التوحّد حول الإسم.

 

وتؤكّد «القوات» أنّ «توازنات البرلمان الجديدة تدفع كل كتلة إلى أن تكون بحاجة إلى كتلة أخرى، وبالتالي فإن كتلة «القوات» ليست 3 أو 4 نواب ويستطيع أي كان إستبعادها، لأنّ في نهاية المطاف حجم تكتلنا يبلغ 19 نائباً، فمن بإمكانه القيام بأي خطوة من دون الـ19 نائباً؟ لذلك لا يستطيع أحد من الحلفاء أو الخصوم تغييبها». وتُبدي «القوات» إرتياحها إلى حجمها وحضورها في هذه المرحلة لأن الإنتخابات النيابية أظهرت أنها الكتلة الأكبر والأولى في الشارع المسيحي ولديها وزنها ولا يستطيع أحد تخطّيها.

 

وأمام هذه الصورة، تشدّد «القوات» على انّها لا تتطلّع إلى لقاء المعارضات من زاوية الحجم أو الدور أو «الزعامة»، بل كل ما يهمها هو إجتماع المعارضة وتوحّدها على عنوان رئاسي ومرشّح موحّد ومواجهة التحديات في كل المسائل، «أما إذا لم تتفق فهناك مشكلة كبيرة عندها لن تستطيع المعارضة أن تحقق الهدف الذي إنتخبها الشعب لأجله، وحينها سيأتي رئيس من 8 آذار ويشكّل إستكمالاً لعهد عون».

 

ومن جهة أخرى، تضع «القوات» القوى المعارضة أمام مسؤولية تاريخية، خصوصاً «إذا نجح الفريق الآخر بالتوحّد وفرض إيقاعه على الإستحقاق الرئاسي وبقية الإستحقاقات المهمّة، لذلك فإنّ «القوات» لا تزال تراهن على صحوة ضمير معارِضة تضع خريطة طريق للإستحقاقات المقبلة».

 

إذاً، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع كلمته الرئاسية في قدّاس ذكرى شهداء «المقاومة اللبنانية» في ايلول الماضي، واضعاً الكرة في ملعب الشعب، في حين أن القوى «السيادية» قامت بواجباتها من أجل خوض معركة رئاسية بمرشّح واضح الخطاب السياسي.

 

ولا يزال التخبط يلفح النواب» التغييريين» وبعض المستقلّين وقدامى «المستقبل»، بينما تظهر تأكيدات كتائبية أن لقاء الصيفي المعارض واللقاءات المنتظرة لقوى المعارضة لا تهدف إلى عزل «القوات» أو أي فريق معارض آخر، «لأن المعركة ليست معركة إلغائية لبعضنا، بل تدخل في صلب توحيد الجهود المعارضة، وهذا الدور التوفيقي تحاول الكتائب وبعض المستقلّين القيام به».

 

ويبقى الإنتظار سيّد الموقف لدى القوى المعارضة، ويمنحها الخلاف المستشري بين رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، المزيد من الوقت من أجل تكثيف الإتصالات، لعلّ الأيام المقبلة تأتي بمزيد من التوافق بين المعارضين وترتفع الأصوات التي ستذهب لصالح معوّض على رغم المعرفة المسبقة بتعطيل «حزب الله» و»التيار الوطني الحرّ» وبقية أفرقاء 8 آذار النصاب في الدورة الثانية.