Site icon IMLebanon

“القوات” للحريري: “أصالحك آه… بشرط!”

 

ما إن صدرت بعض الإشارات الإيجابية من معراب تجاه “بيت الوسط” بعد عدم مهاجمة الرئيس سعد الحريري لـ”القوات” واعتبار الأخيرة أن عدم المهاجمة أمر جيّد، حتّى بدأت الإنتقادات تُطاول معراب وتحضها على عدم إحياء التحالف مع “تيار المستقبل”.

 

لم يكن جمهور “القوات” يتوقّع أكثر مما قاله الحريري عنهم، لا بل على العكس، ظنّوا أنّه سيهاجمهم ويحملهم تبعات المرحلة الماضية نتيجة توقيعهم “إتفاق معراب”، وإفشالهم مسألة انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لكنّ الحريري الذي تحاشى حتى إلقاء التحية على “القوات” ورئيسها الدكتور سمير جعجع، ركّز هجومه على حليفه السابق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، من دون أن يذكر كلمة أو ينتقد سلاح “حزب الله”، المتهم باغتيال والده حيث على أساس تلك الجريمة تقوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعملها وتموّل من خزينة الدولة.

 

وبغضّ النظر عن ملف السلاح غير الشرعي، إلا أن القاعدة القواتية، ومن يدور في فلكها، تُبدي عدم رضى على عودة التحالف مع الحريري لأسباب عدّة، أبرزها أن هذه القاعدة أصبحت من أشدّ المتحمسين للثورة وشاركت بفعالية فيها منذ اندلاعها، في حين أن “تيار المستقبل” شارك في الحكم منذ 1992 ومتهم بملفات فساد عدّة، كما أن الحريري فضّل في المرحلة الأخيرة علاقته مع باسيل على علاقته مع “القوات”.

 

وأمام كل التوقعات بإعادة إحياء جبهة “14 آذار” ومنهم من يردد ان “السعودية تريد ذلك”، تؤكد القيادة القواتية أن “الرياض لم تتدخل لإصلاح العلاقة بين “القوات” و”المستقبل” ولا يوجد أي مسعى سعودي أو مبادرة حقيقية في هذا الإتجاه، بل إن موقف السعودية واضح وهو حماية أمن لبنان واستقراره وسيادته والحفاظ عليه ضمن المنظومة العربية، ويُفضّل السعوديون عدم التدخل في التفاصيل اللبنانية”.

 

ولا تنكر “القوات” وجود امتعاض من جمهورها في ما خصّ مشاركتها في جلسة الثقة وإمكان إحياء العلاقات مع الحريري، لكنها تُشدّد في المقابل على “أننا نتفهّم غضب الناس، وكنا أول من أطلق الثورة وقدمنا استقالاتنا من الحكومة الأخيرة، لكن على الناس أن تتفهم أيضاً أن هناك حزباً قائماً له علاقاته السياسية ويُقيّم المرحلة وفق رؤيته الخاصة، وسط الحرص الشديد على احترام مشاعر الناس”.

 

تفنّد “القوات” ما حصل بعد 17 تشرين، إذ تعتبر أنه باتت للشارع كلمته وهذا التاريخ هو تاريخ مفصلي ولا يمكن لأحد تخطيه، كما أن هناك قوى سياسية مثل أحزاب وتيارات 8 و14 آذار لا يمكن إلغاؤها وتثبت المناسبات أن لها جمهورها، وبالتالي فإن علاقتنا مع الحريري أو مع رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط تأخذ في الإعتبار هذا المعطى.

 

ولا تشطب “القوات” من روزنامتها أنها أحد مكونات “14 آذار”، وتلتقي مع “المستقبل” في العناوين السيادية مثل احترام استقلال لبنان ورفض الوصاية الإيرانية ورفض التطبيع مع النظام السوري وهيمنة السلاح، لكن على رغم أهمية هذه الملفات هناك المعطى الإقتصادي والمالي وطريقة إدارة الدولة.

 

وتشدّد “القوات” على أن “لا خلاف استراتيجياً مع “المستقبل” على العناوين الكبرى، لكن الخلاف الأساسي هو على طريقة إدارة الدولة وهذا ظهر جلياً في الفترة الأخيرة، وبالتالي فاذا كان الحريري يريد أن يفتح مرحلة جديدة بعد خطابه، فعلينا أن نتفق على أحدى أهم النقاط الخلافية وهي الرؤية الإصلاحية والإنقاذية ومحاربة الفساد، لأن أحداً لا يستطيع تجاوز الناس بعد 17 تشرين”.

 

ويبدو جلياً، أن لا إشارات جدية لقرب ولادة جبهة جديدة بين “القوات” و”المستقبل” و”الإشتراكي” وسط غياب التنسيق بينها حتى على الملفات المطروحة، في حين أن الحريري لم يلمّح في خطابه إلى إمكان ولادة مثل هكذا جبهة طالما أنه حيّد سلاح “حزب الله”.

 

وعلى رغم أهمية جبهة سياسية معارضة، وعدم الرغبة في وقوع صدام حاد مع حلفاء الأمس، إلا أن “القوات” تؤكّد أنها لن تدخل في خلاف مع الناس أو تخذلهم كرمى لعيون أحد، ولا اتفاق مع أحد أو ولادة أي جبهة سياسية إلا تحت عنوان مكافحة الفساد وتصحيح مسار إدارة مؤسسات الدولة.