IMLebanon

القوات تهادن الحزب: الأولوية للتهدئة

 

 

عشية السابع من أكتوبر، كانت ثمة إشارة واضحة من الإدارة الأميركية إلى كثير من حلفائها اللبنانيين بضرورة التهدئة والابتعاد عن استفزاز حزب الله. يومها، بدت القوات اللبنانية «عنصراً غير منضبط»، فواصلت لعب دور رأس الحربة في التحريض على الحزب، بما جعل «المعارضة» مضطرة إلى مجاراة الخطاب القواتي المرتفع السقف. وانسحب الجو التحريضي على رغبة رئيس حزب القوات سمير جعجع بخلق أرضية مؤاتية للانقضاض على الحزب مع حادثة خطف القيادي في القوات باسكال سليمان في جبيل وقتله. يومها أيضاً، بدا واضحاً وجود قرار أميركي بالتدخل لضبط الوضع أمنياً وسياسياً، إلا أن ذلك أيضاً لم يحل دون استمرار القوات في تصعيدها ضد الحزب.في خطابه في «ذكرى شهداء القوات» مطلع أيلول الجاري، فاجأ جعجع جمهوره عندما توقّف عن الكلام ليطلب ممن يهتفون واصفين حزب الله بـ«الإرهابي» التوقف عن ذلك، وأكّد يومها استعداده بعد انتخاب رئيس للجمهورية لمناقشة أي موضوع باستثناء «وحدة البلد» و«وحدة الشعب»، بما يتناقض مع كل تصريحات معظم نوابه وكوادره ومسؤوليه حول مَن يشبه مَن!

في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على حزب الله يومَي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بدت القوات أكثر انسجاماً مع «لفتة» قائدها في خطابه. فقد عمّمت معراب على نوابها وقياديّيها والطلاب والحزبيين والجيش الإلكتروني عدم التعليق على ما حصل والابتعاد عن الاستفزاز والشماتة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما حصل فعلاً. وللمرة الأولى بدت القوات أكثر انسجاماً مع المصالحة السعودية – الإيرانية ومع الجو السياسي الداخلي.

يبرّر قواتيون نقل مستوى المواجهة مع الحزب «من العداوة إلى الخصومة»، بـ«ضرورة الانفتاح على كل الأفرقاء لانتخاب رئيس وإعادة الانتظام إلى مؤسسات الدولة»، رغم الاستياء القواتي من كلام النائب السابق نواف الموسوي عن الرئيس السابق بشير الجميل، والذي تؤكد المصادر أن جعجع أوعز أيضاً بعدم الردّ عليه. وبحسب مسؤول قواتي، «نتعلّم من أخطائنا»، مستذكراً حالة الاستنفار في البيئة الشيعية التي غذّاها حديث النائب زياد حواط عشية الانتخابات النيابية الأخيرة عن إصبع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إذ بيّن ذلك أن خطاب التعبئة سلاح ذو حدّين ويساهم أحياناً في تقوية الخصم». لذلك قررت القوات التروّي في ردات الفعل واحتسابها ربطاً بكل المتغيّرات في البلد و«لالتقاطها إشارات إيجابية سواء من النائب السابق وليد جنبلاط الذي قابل إيجابية جعجع بإيجابية أكبر أو تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري المستمر بأنه لن يعقد جلسة حوار من دون القوات حتى بوجود التيار الوطني الحر وتيار المردة، ما يشكّل اعترافاً ضمنياً بحجم القوات ورسالة حسن نية تجاهها». من هذا المنطلق يؤكد أحد الوزراء القواتيين السابقين أن «الأولوية اليوم لمحاولة انتخاب رئيس وتهدئة الأجواء مع كل الأطراف».