IMLebanon

الهوّة تتسع بين العهد ومعارضيه والأمور إلى مزيد من المواجهة

«القوات»:القابضون على السلطة يدفعون للأسوأ.. وحذارِ من السقوط في «معمعة قيصر»

 

مع إصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على عقد «لقاء بعبدا» في موعده، اليوم، رغم المقاطعة المسيحية والإسلامية الواسعة له، بدا أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التصعيد بين العهد وقوى المعارضة، على وقع اشتداد الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي تنذر بمضاعفات، لا يمكن التكهن بنتائجها ومدى ما قد تلحقه من خسائر وأضرار. ويقابل هذا التصعيد المفتوح على شتى الاحتمالات، ما صدر من دعوات لاستقالة رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، كان أبرزها ما أطلقه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من مواقف، أمس، دعا خلالها السلطة الحاكمة إلى الرحيل، محملاً إياها مسؤولية ما وصل إليه البلد على مختلف المستويات. في إشارة واضحة إلى عمق الخلاف المتصاعد بين «القوات» والعهد وعلى رأسه الرئيس عون وحلفائه في فريق الثامن من آذار الذي يصر على تجاهل مطالب الثوار في إجراء الإصلاحات الضرورية، لمحاربة الفساد ووقف الهدر وإغلاق المعابر غير الشرعية التي تحرم خزينة الدولة من مئات ملايين الدولارات.

 

وتشير أوساط بارزة في «القوات» لـ«اللواء»، إلى أن «موقف الدكتور جعجع موجه بشكل أساسي إلى القوى الممسكة بالقرار، وتحديداً «حزب الله» والعهد، ولم يكن موجهاً حصراً إلى «التيار الوطني الحر». باعتبار أن هذا الفريق القابض على السلطة يدفع بالأمور من سيئ إلى أسوأ. ومن هنا جاءت صرخة الدكتور جعجع، انطلاقاً من الواقع المزري الذي وصلت إليه الأمور في البلد، ما يستدعي تحركاً إنقاذياً عاجلاً قبل فوات الأوان، بعدما تبين من خلال الممارسة أن هذا الفريق لا يريد إصلاحات وتغييرات، ولا يريد اللجوء إلى خطوات عملية تخرج البلد من المأزق»، مشددة على أنه «أمام هذه الصورة الكارثية، كان لا بد لرئيس «القوات» أن يحذر السلطة من استمرار تجاهلها للأزمة المستشرية التي ترخي بثقلها على الواقع الداخلي، بعدما وصلت «معراب» إلى قناعة تامة بأن الفريق الذي أوصل لبنان إلى الإنهيار، لا يمكن له أن يقود عملية الإنقاذ، فضلاً عن أن هذا الفريق أعطي فرصة لأكثر من أربعة أشهر في إطار حكومة اللون الواحد، ولم يفعل شيئاً، فيما البلد آخذ في الانهيار على مختلف المستويات».

 

مساعٍ لخطة عمل توحد المعارضين للسلطة لإحداث التغيير الضروري

 

ولذلك، ومن خلال الوقائع العملانية على الأرض، فإن لا حل برأي الأوساط «القواتية»، إلا «بكف يد هذا الفريق، لأنه خلاف ذلك سيذهب لبنان إلى مزيد من الانهيارات، لأن الوضع لم يعد يحتمل، وبالتالي فإن ما قاله «الحكيم»، نتيجة الوصول إلى قناعة بأنه لا يمكن الخروج من المأزق، إلا برحيل هذه السلطة التي تتحمل المسؤولية كاملة في ما يواجهه لبنان من أزمات. ولذلك فإنه اليوم بأمس الحاجة إلى عملية إنقاذ مستعجلة، لأنه لا يمكن المراهنة على السلطة الحالية في أي شيئ وهي التي سخرت وجودها في الحكم لخدمة مصالحها، ضاربة عرض الحائط كل المناشدات الداخلية والخارجية، للقيام بالإصلاحات الضرورية التي توقف الانهيار. في وقت لم تحقق المفاوضات الجارية بين لبنان وصندوق عن نتائج إيجابية، نتيجة التخبط والعشوائية وعدم توحيد الرؤية».

 

وتكشف الأوساط، أن «رئيس «القوات» عبر لوفد «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي زاره في معراب، عن أهمية توحيد المعارضة حول برنامج عمل وطني متكامل، واضح المعالم، من أجل التمكن من مواجهة المستجدات»، مشيرة إلى أن «القوات تؤيد تشكيل جبهة معارضة، باعتبار أن الوضع لم يعد يحتمل، لكن يجب الاعتراف أن الأجندات مختلفة، وبالتالي فإنه لغاية هذه اللحظة ليست هناك مؤشرات تدل بأن هناك إمكانية لتجاوز الخلافات والتباين حول ولادة جبهة من هذا النوع»، مشددة على أن «لبنان أمام تحدي التأكيد مجدداً على خيار النأي بالنفس، لكي ينأى بنفسه عن تداعيات قانون «قيصر». وهذا يفرض على المسؤولين القيام بكل ما يلزم لتجنيب البلد تبعات ما قد يحصل، من خلال الالتزام بموجبات هذا القانون، كي لا يجد لبنان نفسه في قلب المعمعة، وبالتالي فإن أي إعفاءات يريدها، عليه أن يتفاوض مع الأميركي بشأنها. بالنظر إلى خطورة ما يمكن أن ينجم عن هذا القانون في ظل الانهيار الكبير الذي يواجهه».

 

وفي الإطار، لم تستبعد مصادر نيابية معارضة، أن يصار إلى البحث في قيام تجمع معارض للعهد وحكومته، بعد الإخفاقات التي حصلت على مختلف الأصعدة، ما يفرض أن تكون هناك خطة عمل توحد المعارضين للسلطة، في سياق العمل المطلوب لإحداث التغيير الضروري الذي بات مطلباً أساسياً، عبرت عنه ثورة السابع عشر من تشرين، وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال تفعيل التحركات المعارضة لزيادة الضغوطات على أهل السلطة، من أجل الوصول إلى الهدف المبتغى، باعتبار أن المعركة لن تكون سهلة، لأن الفريق الحاكم سيقاتل من أجل التمسك بمكاسبه، وعدم الإفساح لتحقيق التغيير المنشود، متوقعة مزيداً من اللقاءات والمشاورات بين القيادات المعارضة، لبلورة تصور مشترك حيال إقامة مثل هذا التجمع.