Site icon IMLebanon

«حزب الله» و«القوات»: للعلاقة حدود…

 

 

لا كلام بين حزب الله والقوات خارِج مؤسّسات الدولة. ما قاله النائب جبران باسيل أول من أمس، عن تواصل ما بين القوات والحزب «تحت الطاولة»، لا يعدو كونه محاولات قواتية سابقة انتهت في مهدها بسبب رفض حارة حريك

 

مفاجئاً كان كلام رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، في برنامج «عشرين 30» على قناة «أل بي سي آي»، عن أن «الأفرقاء السياسيين من دون استثناء يتحدثون مع حزب الله، ومنهم القوات التي تسعى إلى ذلك مع إيران أيضاً». قبلَ هذا الموقِف، تعرّضت العلاقة بينَ «حزب الله» و«القوات» إلى الكثير من التكنهات والأخبار المُسرّبة حول حوار من تحت الطاولة ومدّ وجزر، وكلّها لم تتجاوز سقف التحليلات. فالتواصل بين الطرفين يقتصِر على الإطار النيابي (والوزاري سابقاً). ومع أن الإشارات الإيجابية من جانب «معراب» لم تتوقف، لكنها لم تُثمر أكثر من تعاون مؤسّساتي.

 

ما سبَق، لا يعني أن ما أشار إليه باسيل «كذب» كما قال بيان «القوات»، بل ربما يكون مبالغاً فيه. إذا كان وزير الخارجية السابق يعني بهذا التواصل التعاون بين النواب والوزراء، فإن توصيفه لهذا التواصل مضخّم. أما إذا كان يقصِد فعلاً وجود حوار سرّي أو تواصل حالي، فمن المؤكد أن«لا شيء في الوقت الحاضر»، علماً بأن فعل السعي الذي ذكره باسيل في كلامه موجود. بالفعل، سعت القوات في مرات عديدة لأن يكون هناك حوار مع حارة حريك، والحزب فضّل أن تكون للعلاقة «حدود». منذ سنوات، جهدت معراب، بحسب العارفين، «بشكل غير مباشر»، إلى لجنة حوار ثنائية مع حزب الله. كان بعض نوابها يلمّح إلى ذلك في أحاديث مع زملائهم، فيما كانت رسائل جانبية تصِل إلى حزب الله بالواسطة، وكلها انتهت في مهدها، لأن الأبواب ظلّت موصدة أمام هذه «الدعوات». المرة الوحيدة التي اجتمع فيها الاثنان خارج المؤسسات، حصلت خلال مناقشة قانون الانتخابات الأخير، إذ نقل رئيس الحكومة السابِق سعد الحريري طلب القوات بالمشاركة في النقاش، فلم يعترض الحزب يومها، فشارك النائب جورج عدوان في اللجنة الرباعية التي كانت تضم حركة أمل وحزب الله وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر.

حاضر العلاقة اليوم بين حزب الله والقوات يقتصِر على العمل في مجلس النواب. هكذا تُفضّلها حارة حريك التي وضعت «كاتالوغاً» يحصُر العلاقة في ساحة النجمة بالتعاون التشريعي والتنسيق في ما يتعلق بحاجات الناس ومطالبهم. وقد انسحب ذلِك أيضاً على الوزراء حينَ كانَت «القوات» جزءاً من الحكومات. ولعلّ المفارقة أنه في أحيان كثيرة، يحصل تلاقٍ بين الطرفين، الحزب والقوات، حول مشاريع واقتراحات قوانين في وجه حلفاء كل منهما، كما حصل في موضوع رفع السرية المصرفية أخيراً، وقبل ذلك في آلية التعيينات في الحكومة. لكن خلفيات القرار عند حزب الله لها عوامل كثيرة ترتبط بحلفائه وبماضي «القوات»، معاً، وهما أمران يبقيان على الحواجز قائمة.

 

سعت «القوات» مرات عديدة إلى لجنة حوار ثنائي وحزب الله رفض

 

 

كلام باسيل أول من أمس استدعى نفياً قاسياً من «القوات»، التي أعادت مصادرها تكذيب كل ما قاله. تؤكد المصادر القواتية لـ«الأخبار» أن«العلاقة في البرلمان ممتازة بين نواب الحزب والقوات، لكننا لم نسعَ يوماً إلى حوار نعرف نتائجه مسبقاً. فنحن والحزب لا نختلف حول ملف اقتصادي مثلاً، بل حول هوية البلد ككل. وبما أننا نعرف أننا لن نصِل إلى نتيجة، فلم نسعَ إلى الحوار حول مواضيع مثل السلاح والشرعية مثلاً، وللأمانة حتى هم لم يطلبوا ذلك». وقالت المصادر إن «باسيل في حال كان يقصد التعاون في مجلس النواب فهذا أمر طبيعي لا علاقة له بالشأن السياسي والخلاف الاستراتيجي، أما إذا كان يريد أن يقول للخارج إن الجميع يتحدث مع حزب الله وليس هو حصراً، فليقدم الدليل على ذلك».