Site icon IMLebanon

“القوات” وإسقاط عون… جعجع لم يقل كلمته بعد

 

مواقف بو عاصي كان لها أثر كبير في المواطنين

كان وقْع كلام النائب بيار بو عاصي قاسياً على “التيار الوطني الحرّ” ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إذ وصف الرئيس بـ”غول الموت” ودعاه إلى الإستقالة وتحمّل مسؤولياته بعد انفجار المرفأ.

 

وتأتي القوة في كلام بو عاصي من أنه نائب “القوات” عن قضاء بعبدا الذي يحتضن القصر الجمهوري، فهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها نائب ماروني هذا الكلام ضد عون بوضوح، وقد لاقى موقف بو عاصي تأييداً شعبياً من القواعد القواتية وغير القواتية، لكن الأهم أنه فتح الباب على سؤال أكبر وهو “هل قرر حزب القوات اللبنانية فتح معركة إسقاط عون، وهل كان كلام بو عاصي شرارة الإنطلاق لتلك المعركة؟”.

 

عندما يُسأل رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط عن إسقاط عون يقول “إن هذا القرار الكبير هو بيد القيادات المسيحية وعلى رأسها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ولا نريد أن نكرر غلطة 2005″، وبالتالي فإن كل المعارضين للعهد ينتظرون ويراقبون كيف سيتحرّك المسيحيون في هذه النقطة، خصوصاً وأن كل المنظومة الحاكمة سقطت بعد انفجار المرفأ.

 

وفي السياق، تؤكّد مصادر معراب لـ”نداء الوطن” أنه طالما لم تصدر دعوة لاستقالة عون عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع شخصياً، يعني أن كلام بو عاصي أو أي نائب آخر لا يزال ضمن تعبير فردي نيابي، ولم يرقَ بعد إلى موقف حزبي رسمي، ولكن هذا لا يعني أن هذا الموضوع ليس مدار نقاش خصوصاً بعد 4 آب، وبفعل الأزمة المالية الموجودة وغياب الحلول الإقتصادية.

 

وتعتبر معراب أنه نتيجة كل هذه العوامل إضافة إلى انسداد الأفق والإغلاق الخارجي على لبنان وغياب الإصلاحات وتململ الناس خصوصاً وأن البلد وصل إلى حد الإنفجار، فإن موقف بو عاصي جاء في سياق سؤاله لماذا لا يستقيل عون بعد كل ما حصل وماذا ينتظر ليأخذ موقفاً تاريخياً حاسماً؟ لأن وجوده في بعبدا بات يدفع إلى المزيد من التأزم، وليس في سياق أن “القوات” ستسقطه، فهو لم يقل إننا سنعمل على إسقاطه في الشارع.

 

وتشدّد “القوات” على أن الموقف الرسمي للحزب لم يصدر، ومعلوم أن رئيس الحزب يجتمع دورياً مع أعضاء تكتل “الجمهورية القوية” ولديه مواقف في أكثر من قضية مثل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والإنفجار، ولذلك عندما يرى جعجع أنه حان وقت إطلاق الموقف الرسمي بالنسبة إلى استقالة عون سيطلقه، وذلك بعد تجمّع عوامل عدّة تُشكّل دفعاً للبلاد نحو الأمام وتطلق مسار الإنقاذ لا التأزم السياسي.

 

ولا تستطيع “القوات” أن تنكر أن هناك تململاً كبيراً داخل البيئة المسيحية من أداء الرئيس الماروني، خصوصاً وأن انفجار بيروت أصاب منطقة تعتبر من إحدى أهم مناطق وجود “القوات”، وهذا الأمر يزيد الضغط الشعبي عليها لأن ناسها أكثر من تضرّر، وبالتالي فإن المطالبات هي باتخاذها مواقف متقدمة تساهم في تغيير صورة المشهد السوداوي الذي بات يطوّق شعب لبنان ويدفعه إلى مزيد من اليأس والتفكير الجدّي بالهجرة بعدما فقد الأمل ببناء دولة.

 

لكن في المقابل، إن الحسابات الداخلية مرتبطة بشكل كبير بما يحصل في الإقليم وبمصالح الدول، ومعروف ان إنتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية تخضع لموازين قوى كثيرة، لذلك يقول البعض إن إسقاط عون قد يدفع “حزب الله” إلى وضع اليد على الرئاسة مجدداً وإنتخاب رئيس لمدة 6 سنوات لأنه لا يزال يسيطر على القرار السياسي في البلد، في حين أنه ما زال متبقياً من ولاية عون نحو سنتين، وبالتالي فإن قرار إسقاطه لم ينضج بعد على رغم تأكيدات شريحة كبيرة من اللبنانيين بأن الفراغ أفضل من الوضع الذي نعيشه.