مفاوضات الترسيم بحاجة لغطاء ســني يوفره الـحريري حكوميا وشعبيا
اتهامات الحريري عـن تـرك السـنـة في سوريـا لـقدرهم موجهة لـمــن ؟
لم يقدم الرئيس سعد الحريري على فتح الباب حكوميا لولا وجود مؤشرات دولية واقليمية ومحلية سمحت له في هذه الاستدارة ، وتعتبر مصادر مطلعة ان الاعلان عن مفاوضات الترسيم ادى الى تحولات دولية ايجابية تجاه لبنان ترجم بنصف «قبة باط» اميركية لملاقاة الجهد الفرنسي، كون الفرنسيين يشكلون القوة الاكبر في اليونيفيل، كما ان مفاوضات الترسيم بحاجة لحكومة تضم كل القوى السياسية لتأمين اجماع شامل رسمي ووطني وطائفي لها، على ان تكون الحكومة برئاسة سعد الحريري لتامين الغطاء السني لما يجري في الناقورة، ولا احد قادر على تأمين هذا الغطاء سوى سعد الحريري، بعد ان امن الرئيس عون الغطاء المسيحي والرسمي وحركة امل الغطاء الشيعي وسعد الحريري الغطاء السني الضروري مع رئاسة الحكومة، كما امن جنبلاط الغطاء الدرزي عبر تأييده لهذه المفاوضات والمطلوب موقف واضح من القوات اللبنانية كي لا تخرج من المولد بلا حمص.
وتسال المصادر، هل هي صدفة ان يدعو الرئيس عون للاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف بعد يوم واحد من عقد اجتماع الناقورة بحضور الممثل الاميركي شنيكر واخر عن الامم المتحدة والوفدين اللبناني والاسرائيلي وسط تغطية اعلامية عالمية شاملة ستعطي انطباعا كونيا عن مسار مختلف وعهد جديد في لبنان وضرورة دعمه بتشكيل الحكومة، وهذه الفرصة لايريد ان يخسرها الاميركيون والاسرائيليون وتفرض عليهما تقديم التنازلات في لبنان.
ولذلك تؤكد المصادر، ان الاستشارات النيابية ستعقد الخميس وسيتم تكليف سعد الحريري، وستولد الحكومة سريعا، وما يصدر من مواقف ليس الا في اطار تنظيم باب التراجع لكل القوى السياسية بعد مواقفها التصعيدية جراء اعتذار اديب، ومن الطبيعي ان يكون الثنائي الشيعي مع الحريري وكذلك جنبلاط والرئيس عون سيدعم من سيتم اختياره، ويبقى موقفا القوات والتيار الوطني الحر، علما ان هناك من يؤكد ان تصعيد الحريري ضد القوات الغاية منه قطع الطريق على انضمامها للحكومة والتعاون معها ، في ظل فيتو حريري على مشاركة القوات، ولم تنجح كل اتصالات الاصدقاء المشتركين بتبريد ما خلفته مقابلة الحريري، ورغم ذلك تؤكد المصادر ان الحكومة ستتشكل وستكون من اختصاصيين ومعظمهم تم التداول بتوزيرهم في حكومة اديب وسيتنازل الجميع واولهم الثنائي الشيعي الذي نجح باعادة الحريري ودفعه للتخلي عن كل اعتراضاته السابقة.
وتؤكد المصادر ان الانفتاح الاميركي النصفي سيستغله الفرنسيون للاسراع بالتشكيل، خصوصا ان ما قاله الحريري في المقابلة التلفزيونية كشف على ان الفرنسيين نجحوا بسحب الحريري من السعودية وتغطيته بالتكليف، كون الحرم السعودي بالتعاطى مع حزب الله لم يتبدل ولن يتبدل في القريب العاجل، ولذلك ظهر الحريري بصورة باريسية واضحة وجديدة في المقابلة واعلان مواقف حملت انقلابا على كل ما صدر منه خلال الاشهر الماضية وما من مواقف راديكالية، اين منها مواقف القوى الثورية على مدى العالم ؟ ووصلت جراة الحريري الى الدق بالرياض ودول الخليج ومصر، والبوح بكلام كبير عما تعرض له السنة في سوريا، وكيف تم تشجيعهم على الحرب لاسقاط النظام ومدهم بالمال والسلاح في اعوام 2013 و2014 و2016، وكيف تم بعدها التخلي عنهم وتجويعهم وحصارهم وحجب نقطة الماء عن مناطقهم، وقطع حبل النجاة عنهم وتركهم في قعر البئر ؟ وهذا ما ادى الى تشتت سنة سوريا في كل اصقاع العالم، وماذا كانت ردة الفعل ؟ لا شيء ؟ وماذا فعل الملوك والرؤساء العرب السنة تجاه سنة سوريا سوى المواقف الكلامية ؟ حيث اليوم يمدون ايديهم لبشار الاسد، دون اي سؤال عن سنة سوريا وما يعانونه، حتى مسألة عودتهم الى بلادهم غير مطروحة، ولذلك كان هدفي امام هذه الصورة تجنيب سنّة لبنان ما حل بسنّة سوريا، والمدخل الى ذلك، الانفتاح والحوار والاعتدال وبناء البلد ومنع انهياره، وهذا النهج يحقق حقوق السنّة وكل اللبنانيين مع احترامي للجميع، وهذه سياسة رفيق الحريري، لكن هذا الكلام فسره كثيرون من باب النقد للرياض وللدول العربية وتخليهم عن سنّة سوريا، وهذا ما يؤكد ان الفرنسيين نجحوا بسحب الحريري سياسيا من الرياض.
وتختم المصادر بالتاكيد على ان مرحلة جديدة في لبنان بدأت مع مفاوضات الترسيم ستؤسس لهدنة سياسية ومرحلة انتقالية و«ابر مورفين» للبنانيين تريدها كل القوى السياسية منعا للانهيار والفوضى حتى الانتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية في عام 2022 .
