Site icon IMLebanon

“القوات” على موقفها… “لا شراكة مع الثلاثي”

 

لا يزال الترقّب سيد الموقف في شأن استشارات الغد، حيث تتجه الأنظار إلى موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وما إذا كان سيشهر سيف التأجيل مجدداً.

كل الأجواء توحي أن الإستشارات قائمة في موعدها، وإذا كان هناك من تأجيل، فيبرره زوار بعبدا بأنه “لا يأتي في سياق ضرب مهمة الرئيس سعد الحريري بل لتأمين أكبر قدر من التوافق السياسي والميثاقي، لأن عون يريد لمبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن تنجح كما يرغب بانطلاقة حكومية لا اعتراض عليها”.

ويزداد الضغط الخارجي عموماً والفرنسي خصوصاً من أجل تسريع التكليف والتأليف، ويتزامن ذلك مع إنتهاء مهلة الستة أسابيع التي حددها الرئيس ماكرون للقادة اللبنانيين من أجل التوافق في ما بينهم على حل وإلا فان الخيارات الفرنسية والأوروبية ستكون مفتوحة على مصراعيها.

وتتبلور مواقف الكتل من الإستشارات، إذ إن المؤيدين الأساسيين لعودة الحريري هم: كتلة “المستقبل”، “اللقاء الديموقراطي”، تيار “المردة”، حركة “امل” و”حزب الله”، في حين أبرز المعارضين هما “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ”.

ومعلوم مدى عمق الخلاف بين رئيس “الوطني الحر” النائب جبران باسيل والرئيس الحريري، والذي لم تنجح كل الوساطات في رأب الصدع، لكن كان هناك رهان من قبل البعض على تبديل في موقف “القوات” يسبق موعد الخميس.

ويبدو أن العلاقات المتوترة بين “القوات” والحريري ستؤثّر حكماً على موقف تكتل “الجمهورية القوية”، لكن كل ما استطاعت معراب تقديمه للحريري أخيراً هو عدم إشهار سيف “الميثاقية” في وجه تكليفه لأن منطلق معارضتها لعودة الحريري مختلف تماماً عن معارضة باسيل.

وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع واضحاً بالأمس في إجابته عن سبب اتخاذ القوات قراراً بعدم تسمية الحريري إذ إعتبر أنه قرار بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم أي “حزب الله” وحركة “امل” و”الوطني الحر”.

إذاً، معراب لن تسمي الحريري غداً، وسيتجه نواب “الجمهورية القوية” إلى الإستشارات وسيقولون رأيهم بصراحة لرئيس الجمهورية، لكن أن يحصل تبدّل خلال الـ24 ساعة المقبلة فهذا غير وارد في قاموس جعجع، خصوصاً ان حجم الخلاف إتسع بين جعجع والتيار “الأزرق”، وما زاد الشرخ هو مواقف الحريري الأخيرة خلال إطلالته مع الزميل مرسيل غانم.

ولا تزال “القوات” عند موقفها بتأليف حكومة إختصاصيين مستقلة لا تتمثّل فيها أي قوة سياسية خصوصاً ان هذا المطلب هو من أهم مطالب الشعب ويتفق مع روحية المبادرة الفرنسية، وتعتبر “القوات” أن ذهاب الحريري إلى حكومة تكنو – سياسية هو إهدار لمزيد من الوقت وتضييع لفرص الإنقاذ لأن مثل هكذا حكومات أثبتت فشلها، فلماذا تتكرر التجربة؟

وتتمسّك معراب بعدم تأجيل الإستشارات والعمل سريعاً على التأليف، وتنفي أن يكون مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر قد طلب من جعجع التصويت للحريري، بل إن مجمل الحديث تركّز على العمل على تأليف حكومة تحقق الإصلاحات المنشودة وتعيد للدولة هيبتها وتخرج لبنان من المأزق الذي يغرق فيه.

وتؤكّد “القوات” انها غير معنية بتقاسم الحصص في الحكومة، وإذا كان الحريري سيؤلفها على طريقة “هذه حصتي وتلك حصتك” فستكون لها بالمرصاد لأن الوضع لم يعد يحتمل المحاصصة، أما إذا نجح في تأليف حكومة إختصاصيين مستقلة فستمارس دورها الرقابي إنطلاقاً من وجودنا في مجلس النواب.

لا تريد “القوات” أن تفتح النار على الحريري وتزيد الشرخ، لكنها في المقابل ترفض أن تؤلف حكومة بشروط “حزب الله” وتعود الأمور إلى نقطة الصفر وإلى زمن ما قبل “17 تشرين”، لذلك فان معراب تتعامل على “القطعة” وستتحرك في الوقت المناسب.