IMLebanon

“القوات” تتصدّى لـ”الصفقة” الجديدة… هل تُشعل الشارع؟

 

إذا ما استمرت الأجواء الإيجابية والنوايا الصافية بين أطراف الطبقة الحاكمة، فإنه من المقرر ولادة الحكومة في الأيام المقبلة.

 

أعادت التسوية الجديدة أركان السلطة إلى مواقعهم الوزارية، وما خسرته القوى الحاكمة بفعل ثورة “17 تشرين” إستردته وزارياً وبرضى دولي، أي إن عقارب الساعة عادت إلى ما قبل الثورة.

 

وكما تبدو الامور، فان حكومة الرئيس سعد الحريري المنتظرة ستكون نسخة طبق الأصل عن حكومته التي استقالت بفعل إنتفاضة الناس، لكن المكوّن القواتي سيكون خارج التركيبة هذه المرة.

 

وفي السياق، فقد أسديت نصائح عدّة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، من الأقربين والأبعدين، بألا يعارض التسوية الجديدة ويكون داخل السلطة ولا يكرّر تجربة عام 1994 لأن هناك جواً دولياً مع هذه التسوية، لكن جعجع يرفض، ولا يأبه لمحاولة العزل، في حين يرى كثر أن الطبقة الحاكمة تتخوف من بقاء “القوات” خارج المنظومة لأنه سيجلب المتاعب، خصوصاً إذا ما قرّر جعجع تحريك الشارع نظراً لأنه يترأس حزباً منظماً قادراً على الحشد والتحرك في كل المناطق، كما أن الشارع كرة ثلج قد تتدحرج، وربما تكون “القوات” هي من تدحرج الحجر الأول.

 

ولا تأبه “القوات” لكل التهديد والوعيد، وترى أن الطرف المعزول اليوم هم اللبنانيون، والوطن المأسور هو لبنان وليس “القوات” التي تخوض معركة فك أسر الشعب والبلد من قبضة أكثرية حاكمة أوصلت لبنان الى الإنهيار، ومتمسكة بمواقعها ومناصبها ونهجها المحاصصاتي لتواصل أسر البلد وعزله عن العالم العربي والغربي.

 

من هنا لا تشعر “القوات” أنها في عزلة سياسية بل تؤكد أنها طرف موجود ولديه حيثية شعبية ووطنية واسعة، وتتعامل مع الأمور وفق قناعاتها وتلتقي مع هذا الطرف او ذاك وفق العنوان السياسي المطروح.

 

وتعتبر أن موقفها من الحكومة ليس جديداً بل تحمله منذ الثورة ومتمسكة به وهي تدافع عن هموم الناس وطروحاتهم وكانت سبّاقة في طرح تأليف حكومة اختصاصيين مستقلة والدعوة الى إنتخابات نيابية مبكرة، وعلى رغم تراجع إنتفاضة الشعب بسبب حرف الثورة عن مسارها إلا أن “القوات” تؤكد انها مستمرة بتمثيل الناس داخل البرلمان وفي الشارع، وستواصل حمل عنوان حكومة إختصاصيين على الرغم من كل ما يحصل اليوم.

 

وترفض معراب طريقة تأليف الحكومة الحالية لأنه حسب رأيها لا تشبه حكومة اختصاصيين وهي نسخة طبق الأصل عن الحكومات السابقة، لكنها تتمهل قبل إطلاق الحكم النهائي وتنتظر التأليف وعندها لكل حادث حديث.

 

ويهم “القوات” البحث عن حلول، خصوصاً أن التكليف والتأليف لا يشبهان شروط المرحلة، وتواصل الدفع في هذا الإتجاه لتحقيق مطالب الشعب، في حين أن المراوحة تبدّد الوقت، وتصر على بقائها في موقعها برفع عناوين الثورة وستذهب بها حتى النهاية.

 

اما مسألة الشارع فهي مسألة دقيقة في حسابات “القوات” في ظل وضع مالي مأسوي وإحتقان إجتماعي كبير، وتؤكد “القوات” أن الشارع في هذه المرحلة دقيق للغاية ولا يمكن إستسهال خطوة من هذا النوع، بل التحرّك يحتاج الى دراسة عميقة.

 

لكن في المقابل فان “القوات” تشدّد على أنها الكتلة الكبيرة الوحيدة التي رفضت تكليف الحريري بهذا الشكل وبهذه الشروط، وسترفض التأليف اذا كان نسخة طبق الأصل عما كان يحصل سابقاً، لذلك تلفت إلى انها ستواجه من داخل المساحة الوحيدة المتبقية للمواجهة وهو المجلس النيابي، وهذا الملعب الأساسي للثورة بعدما أصبحت تُعبّر عن مطالب الثورة في البرلمان، وإذا استدعى الأمر النزول الى الشارع فلكل حادث حديث وهذا خيار غير مستبعد لكن وفقاً للظروف التي تفرض نفسها.

 

أما لجهة الجبهة السياسية الموحّدة للمعارضة، فان “القوات” منفتحة على القوى التي تشبهها من أجل الوصول لإنتخابات نيابية مبكرة تفك أسر الأكثرية وعزلة لبنان.