Site icon IMLebanon

القيادة غير مهتمة بمــلاقاة «الكــتائـــب» … «الــــقوات» خــــارج الســلــطة : ثــمــن نـــقــــاط اضافــــيــة في الانــتخابات النيابيــــة والـــرئاسية

 

يغرد رئيس حزب «القوات» سمير جعجع من بعيد غير آبه بما انتهى اليه الكباش بين «التيار الوطني الحر» و«المردة» و«المستقبل» حول كيفية توزيع الحقائب الوزارية. فالقيادة القواتية وان كانت تبدو زاهدة بالوزارات الا انها تستثمر هذه الورقة لتحقيق مكاسب اكبر في مراحل لاحقة وبالتحديد في استحقاقي الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلين. هي على قناعة بأن التقدم في الاستحقاقين يوجب دفع أثمان باهظة لذلك قررت الانضواء في صفوف المعارضة.. وهل أفضل وأسهل من المعارضة والانتقاد وتحميل المسؤوليات في زمن الانهيار الكبير؟!؟

 

لا يستطيع رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري التماهي مع القوات» في هذه السياسة. فأحد لا يأخذ معارضة «المستقبل» على محمل الجد. ولعل التجربة الاخيرة بعد انتفاضة 17 تشرين الاول الماضي اكبر دليل في هذا المجال. فرغم كل محاولاته ركوب موجة «الثورة» كما سواه من الاحزاب، تم لفظه ليعود الحريري ويفرض نفسه مرشحا وحيدا لتشكيل حكومة مماثلة لتلك التي أسقطها الشارع.

 

وكما الحريري، لم يجد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط نفسه في المعارضة. فهو لن يخلي الساحة لرئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال ارسلان الذي يسعى جاهدا بالتعاون والتنسيق مع رئيس الجمهورية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، لفرض ثنائية درزية تضع حدا لاستئثار جنبلاط بزعامة الطائفة.وهو ما يحصل اصلا راهنا في عملية تشكيل الحكومة، بحيث ان العقدة الدرزية احدى ابرز العقد التي تعيق التشكيل.

 

اما الخصم المسيحي اللدود لـ «القوات»، «التيار الوطني الحر»، فهو الآخر ورغم حنينه لصفوف المعارضة وتلويحه اكثر من مرة بالعودة الى صفوفها، يعود ليفرض نفسه عند كل محطة لاعبا اساسيا في السلطة لاقتناعه بأن خلاف ذلك لن ينفع باعتبار ان انضواء تيار العهد في المعارضة يعني تلقائيا معارضة العهد والرئيس عون، وهو ما يشكل بحد ذاته «انفصاما» لن يمر على احد.

 

وحده حزب «الكتائب» سبق الجميع الى المعارضة، وان كانت لم تنفعه في الانتخابات النيابية الاخيرة بحيث تقلصت كتلته الى 3 نواب. يواصل «الكتائب» اليوم، رغم ذلك، ممارسة ما يقول انه «قناعات»، ويعول على انتفاضة 17 تشرين والتي كان جزءا اساسيا منها لتحسين وضعه في الانتخابات المقبلة.

 

وكما ان «الكتائب» يجد نفسه مرتاحا وهو يغرد وحيدا غير مرتبط بتحالفات تكبله، فكذلك «القوات» لا يجد اي لزوم لتودد او تقرب من زملائه في صفوف المعارضة. اصلا لم تستجب اي من الاحزاب المسيحية لتمنيات بكركي المستمرة لتحقيق حد ادنى من الوحدة المسيحية بمواجهة الاخطار الداهمة والتي لا تهدد المسيحيين وحدهم، انما الكيان ككل. فقد ظل كل حزب مسيحي متمسك باستقلاليته التي تظللها حتما المنافسة على رئاسة الجمهورية. فهذه الاحزاب لا تجد اي مصلحة لها بخوض استحقاق الرئاسة المقبل موحدة، انما بمحاولة تحجيم كل المنافسين الآخرين وضربهم سياسيا.

 

ويعي سمير جعجع انه وان كان المنافس الاساسي لباسيل في حال بقيت معادلة الرئيس القوي، اي الاكثر تمثيلا في طائفته، هي الحاسمة في استحقاق الرئاسة المقبل، الا ان تحديات جمة تواجهه وابرزها فيتو حزب الله الحاسم تجاهه. هو لا شك سيحاول ان يستثمر هذا الفيتو لصالحه من خلال تسويق نفسه لدى العرب والغرب والاميركيين بالتحديد كرئيس يساهم بزيادة الضغوط على حزب الله بهدف تحجيمه وانهائه، لكنه يدرك بالوقت عينه ان عبوره بوابة قصر بعبدا لن تكون ممكنة بفيزا اميركية حصرا وانه سيحتاج لاكثرية نيابية تصوت له، غير متوافرة على الاطلاق في البرلمان الحالي، لذلك يصب كل اهتمامه حاليا على الانتخابات النيابية المقبلة القادرة وحدها على قلب الموازين!