IMLebanon

انضمام «القوات» الى الحكومة غير مطروح.. «فيتوات» معراب على بعبدا وبيت الوسط قائمة

 

 

في الاطار غير المعلن للقاء بعبدا الأخير بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون حكي عن سعي الرئاسة الأولى لتأمين العدالة للتمثيل المسيحي بإعادة توزيع الحقائب في الحكومة وتعزيز حضور الرئاسة الأولى حكوميا بما يمنح حق الرئيس بتسمية اختصاصيين لشغل حقائب اساسية كالعدل والداخلية وعدم حصر الحق بحقيبة الدفاع وحدها، لكن التوجه لتأمين العدالة في المشاركة المسيحية لم يتضمن إشراك مكونات لديها تمثيل قوي لدى المسيحيين كالقوات مثلا او المستقلين من خارح الحصة الرئاسية.

 

هذ الطرح كما تقول مصادر سياسية ساقط وغير قابل للحياة لعدة أسباب فالقوات هي التي اختارت عدم المشاركة في الحكومات وذهبت الى المعارضة وفتح ملفات الفساد من جهة، كما ان علاقة القوات بالرئيس المكلف ليست على ما يرام بعدما ذهبت الى عدم تسميته، فيما القوات مستمرة بالتصعيد والمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية.

 

فعلى الرغم من اشارات ايجابية كثيرة بين بيت الوسط ومعراب الا ان الجرة السياسية لا تزال «مكسورة» بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع التي تصدعت أكثر منذ التكليف الذي ساهم في زيادة الشرخ بدل ترميم التصدع بين الطرفين، لم تسم القوات سعد الحريري ثلاث مرات متتالية لرئاسة الحكومة مما أدى الى حرمانه الميثاقية المسيحية عند التكليف، وحيث كما تقول المصادر لم تسهم المساعي والمبادرات في كسر الجمود الواقع بين معراب وبيت الوسط على خلفية خلافات متشعبة ومنها عدم تسمية الحريري مجددا لرئاسة الحكومة علما ان القوات كسرت قراراها بالحياد لعدم استفزاز الحريري بتسمية مرشح آخر.

 

قد يكون من الصعب بعد فترة من الجفاء ان يعيد الحريري بكبسة «زر» الأمور الى وضعيتها السابقة، المواقف الصاخبة والأحداث والمتغيرات تتضافر جميعها لتعمق التباعد بين الشيخ والحكيم بعد كل هذه المدة، وعلى امتداد مرحلة من الشكوك والاتهامات المتبادلة بينهما، رئيس تيار المستقبل لم يسامح القوات في عدد من الملفات حصلت في أزمة احتجازه في السعودية ولم يمرر عدم تسميته في الاستشارات النيابية عندما نام الحريري على «حرير» تسمية تكتل الجمهورية القوية له ليستفيق على صدمة عدم تكليف القوات له بتكرار يشبه ما حصل في حكومتي حسان دياب ومصطفى أديب.

 

ليس المستقبل من لديه ملاحظات فلدى معراب لائحة طويلة من الانتهاكات السياسية من قبل الحليف السابق ضدها، فهي لم تتخط صدمة إقصائها عن القرار في مرحلة التسوية الرئاسية والغرام الذي كان قائما بين الحريري وباسيل الذي كان يباعد الحريري عن سمير جعجع كلما اقترب من فريق ميرنا الشلوحي، وهكذا ساءت العلاقة أكثر من مرة وتدهورت على الرغم من ان جعجع يعتبر سعد الحريري حليفا استراتيجيا والخلاف معه كان دائما على طريقة إدارة البلاد والتفاهمات التي أنجزها مع الثنائي الشيعي وباسيل وأتت في غير مصلحتهما ومصلحة فريقهما السياسي.

 

أكثر من مرة شرح سمير جعجع خياراته التي زعزعت علاقته بسعد الحريري ومنعته من تسميته رئيسا للحكومة، فهو قال في الماضي لم «تأخذ معنا تسمية الحريري أكثر من خمس دقائق لكن هناك عنصرين استثنائيين مختلفين فرضا نفسيهما الانتفاضة الشعبية وطريقة إدارة البلاد والتغيير الكبير في المشهد السياسي الذي حدث بعد 17 تشرين، وعليه فان العودة الى العصر الذهبي للعلاقة يحتاج اليوم الى توفر شروط «سياسية وشخصية» من الطرفين تبدأ من تفاصيل تتعلق بالتفاهمات الداخلية الى القضايا الكبرى والإقليمية، القوات ذهبت بعيدا في عدم التلاقي مع المستقبل في عدد من الملفات الداخلية التي تقاربت فيها مع التيار الوطني الحر مثل التدقيق الجنائي والعفو العام والقانون الانتخابي.

 

رئيس حزب القوات سمير جعجع وضع النقاط على الحروف، حيث رفع شعار « لا» غطاء لحكومة في ظل الأكثرية الحالية و«أخرى لا» مرفوعة ضد تكرار التجربة مع العهد والثنائي الشيعي كما طالب باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون، وعليه فان الحديث عن انضمام القوات راهنا الى اي تشكيلة حكومية في غير سياقه وزمانه فالقوات تطالب بالاصلاح وتريد التغيير الشامل والجذري للطبقة السياسية من رئاسة الجمهورية الى سائر المواقع والقيادات الأخرى.