IMLebanon

لهذه الأسباب «القوات» اليوم في دار الفتوى

 

وضعت مصادر قيادية في «القوات اللبنانية» الجولات التي تقوم بها «القوات» على المرجعيات الروحية، في إطار التنسيق والتعاون في المرحلة البالغة الدقة التي يمرّ بها لبنان، ولذلك يزور وفد منها اليوم دار الفتوى للقاء المفتي عبد اللطيف دريان. وتعتبر المصادر القيادية نفسها،أن المرجعيات الروحية، في بلد قائم على التعدّدية، والذي يزاوج بين الجانبين الطائفي والمدني، تقوم بدور أساسي، ليس على المستوى السياسي في متابعة اليوميات والقوانين والتشريعات التي هي من اختصاص الحكومة ومجلس النواب والسلطات المدنية،إنما لهذه المرجعيات دورً أساسي على مستوى المبادىء الوطنية العليا المتعلّقة بوجه لبنان وبالتعايش وبالحوار، كما بثقافة العيش معاًبسلام ونبذ العنف ومواجهة التطرّف.

 

وتؤكد المصادر القواتية،أنه لا يجوز إطلاقاً استبعادهذه المرجعيات، بل على العكس، فإن مساهمتها ضرورية على مستوى تفعيل المسائل المتصلة بالأمور الإنسانية والقِيَم الإجتماعية والوطنية، وبالتالي، من هذا المنطلق بالذات، تعمل على القيام بزيارات متكرّرة لهذه المرجعيات من دون استثناء لأي منها نظراً لدورها الأساسي في استنهاض المجتمع، وفي كونها رافعة للقِيَم التي قام عليها لبنان.

 

في هذا السياق، تأتي زيارة الوفد القواتي اليوم إلىدار الإفتاء، التي لها دور تاريخيً ومحوريً على مستوى الجانب الميثاقي والتعايش بين اللبنانيين، وعلى هذه الخلفية، تحرص «القوات اللبنانية» على علاقة مميّزة مع هذه المرجعية، لما لها من أدوار وطنية تاريخياً، ولأهمية دورها الحالي في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان، في هذه المرحلة بالذات، حيث تقدّم البطريرك الماروني بشارة الراعي بطرح «الحياد» كمرحلة أولى ودعوة الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي حول لبنان يستدعي أوسع التفاف ممكن حول العناوين الكبرى الإنقاذية، ومن هذا المنطلق، تحرص «القوات»، أن تكون هذه المرجعيات الروحية بمثابة الرافعة لكل ما يتصل ويتعلق بموضوع لبنان، لأن الخطر اليوم هو على لبنان الدور ولبنان الحضارة ولبنان النموذج، وهناك خطر على وجه لبنان لجهة تغييرنمط عيش اللبنانيين،وهنا، فإن المسائل لا تتعلّق بالتشريعات والقوانين واليوميات السياسية، بل تتعلّق بقيم لبنان وثوابته الكبرى.

 

ومن هذا المنطلق، يأتي دور القيادات والمرجعيات الروحية، ولدار الإفتاء دورها الأساسي والطليعي اليوم وفي المستقبل،كما كان على مدى تاريخ لبنان في إرساء نموذج العيش المشترك، وبالتالي، فإن التنسيق واللقاءات المتكرّرة تندرج في إطار حرص «القوات»، بحسب المصادر، على العلاقة مع هذه المرجعية، نظراً لما لدورها الحالي من أهمية من جهة، ومن أجل تحصين هذه الطروحات والوصول إلى رؤية مشتركة لطريقة وكيفية إنقاذ لبنان من الكارثة التي حلّت به اليوم في ظل انهيار الوضع المالي والإقتصادي والمعيشي والإجتماعي.

 

لذا، تابعت المصادر القواتية، أن كل الخشية اليوم من انزلاق لبنان إلى الفوضى ولا سمح الله إلى الإنهيار الشامل، وبالتالي، يجب أولاًاستبعاد كل المنحى التطرّفي والتركيز على الجوانب المشتركة والتقاطعات الإيجابية والدفع قدماً باتجاه الوصول إلى مشروع وقواسم مشتركة، ومن هنا، فإن «القوات» تتمسّك في هذه المرحلة، وفي كل المراحل، بأن تلعب وتشكّل دور الجِسر بين الجميع من أجل إنقاذ لبنان، كون الوضع الحالي لم يعد يحتمل المزيد من الإستنزاف، بل يستدعي المزيد من التواصل والتنسيق ورص الصفوف لإنقاذ الوضع والخلاص من الكارثة التي يعيشها اللبنانيون.