مصدر قواتي: موقفنا ليس مُوجهاً ضدً رئيس «المستقبل» جعجع ينتقم من الحريري: التراكمات منذ 2017 تفعل فعلها
بالرغم من تأكيد «القوات اللبنانية» ان قرارها عدم تسمية سعد الحريري في الاستشارات النيابية التي كانت مقررة يوم أمس وتم تأجيلها، ليس موجها ضد شخصه انما انسجاما مع موقفها المعلن منذ اندلاع الازمة الحكومية وخشيتها من فرض تشكيل حكومة تكنوسياسية ترفضها تماما، الا ان ما حصل يؤكد لجوء معراب وفي اللحظة المناسبة للانتقام من رئيس «المستقبل» الذي اتهمته في الاشهر الماضية بالعمل على اقصائها لمصلحة تغطية تفرد «التيار الوطني الحر» بالحصة المسيحية كاملة في التعيينات.
ولا تخفي مصادر مواكبة لمسار تشكيل الحكومة أن الموقف القواتي كان مفاجئا خاصة بعدما كانت اشارات ايجابية وصلت الى بيت الوسط من معراب أوحت بأن جعجع لن يترك حليفه الشاب وحيدا في منتصف الطريق والاهم من دون غطاء مسيحي يعول عليه. وتعتبر المصادر ان ما قام به رئيس «القوات» شكل صفعة قوية للحريري اعادت خلط الاوراق مع وصوله لقناعة بأن العودة الى السراي الحكومي بدفع من «الثنائي الشيعي» حصرا يُضعف موقعه سواء الداخلي كما الاقليمي والدولي ولا يقويه، وبالتالي يمهد لمحاصرة اي حكومة سيشكلها، وربطت المصادر الموقف القواتي بـ«تراكمات منذ العام 2017 وبالتحديد بتغطية الحريري استئثار الوزير جبران باسيل بالحصة المسيحية في التعيينات». وتضيف المصادر: «الارجح ان الحريري وبعد استيعاب ما حصل، سيعمد خلال الساعات المقبلة الى طرح اسم بديل عنه يتولى المهمة الصعبة في الزمن الصعب، وهو ما كان يجب ان يقوم به منذ أول الطريق، فلا يدخل في لعبة حرق الاسماء التي تنافسه لأن المرحلة لا تحتمل المناورة وكل يوم يضيع من دون حكومة فاعلة يقربنا خطوة باتجاه الانهيار الشامل».
الا ان ما تقوله المصادر المعنية بعملية التشكيل، يرفض القواتيون الاقـرار بـه. اذ تؤكد مصادر معراب ان الموقف الذي اتُخذ عشية الاستشارات الاخيرة التي تم تأجيلها ليس موجها ضد شخص الحريري انما هو تـأكيد على تمسكنا بحكومة الاختصـاصيين المستـقلين التي نادينـا به منذ الصيف المـاضي، لافتة الى ان «ربط اعطاء الثقة للحريري بشـكل الحكومة التي سيتقدم بها دليـل صريـح ان مشكلتنـا ليست معه انمـا هي مرتبطة بالخشية من تعرضه لضغوط تؤدي به الى تشكيل حكومة تكنوسياسية يريدها حزب الله ما يعني امعانا في تدمير لبنان وتسريع وتيرة الانهيار».
وكانت العلاقة بين الحليفين الاستراتيجيين منذ العام 2005، اهتزت بقوة في العام 2017 وبالتحديد بعد اعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري استقالته من السعودية وما تلاها من اتهامات لـ«القوات» بالوقوف في غير صفه. واذا كان الحريري تحدث عن «بحصة» لم يتمكن من بقها وعن «طعن بالظهر» لم يحدد مصدره، فان فريقه السياسي لم يتأخر بتوجيه اصابع اللوم مباشرة باتجاه «القوات» في العامين الماضيين متحدثا عن «علامات استفهام كبيرة مع «القوات اللبنانية» بشأن الاداء الحكومي».
وشكلت الانتخابات النيابية محطة رئيسية رسخت التباعد المستقبلي – القواتي بعدما كان التحالف بينهما يتم على القطعة، واستمر شد الحبال بينهما في مخاض تشكيل الحكومة التي تحولت اخيرا الى تصريف الاعمال، اذ يتهم القواتيون الحريري بتقديم مصلحة الوزير باسيل على حلفائه.
وتواصل تدهور العلاقة بين بيت الوسط ومعراب حتى ايلول الماضي، حيث تجدد الكباش والسجال على خلفية ملف التعيينات اضافة للموازنة التي رفض القواتيون التصويت لصالحها ما اثار استياء عارما في صفوف «المستقبليين».
ولا يخفي قيادي قواتي أن «الهوّة بين جعـجع والحريري اتسعت كثيرا في المرحلة الماضية على خلفية طريقة إدارة البلاد وبالتحديد بعد قرار رئيس الحكومة تقاسم كل شيء مع الوزير باسيل لحد اقصاء كل الفرقاء الآخرين، الا ان المفاجأة اتتهما من حيث لم يتوقعا، اذ قلب الشارع الطاولة بوجههما». ويختم القيادي القواتي: «رغم محاولاتهما استيعاب ما يحصل من خلال محاولة ركوب موجة الحراك وتصويرهما انهما على خلاف كبير مع بعضـهما البعض، الا ان الاوان قد فـات وقد وصلا متأخرين جدا على موعد القطار».