تجري اتصالات داخلية وخارجية لخروج لبنان من هذا النفق المظلم وحيث باتت الأمور صعبة ومعقدة في سياق معلومات تتحدث عن إعادة تفعيل الدور الفرنسي لأن هناك من يرى أنه وفي حال إعتذر الرئيس الحريري ستحصل في البلد تطورات دراماتيكية أمنية وسياسية إلى مزيد من التدهور الإقتصادي على خلفية التناحر السياسي بين المكونات كافة وخصوصاً بعدما بات هناك وفق اجواء عليمة ما يشبه الحلف السياسي الرباعي من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري وصولاً إلى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية ومعهم شخصيات سياسية مستقلة بينما هناك غموض حول موقف القوات اللبنانية التي ولظروف وخصوصية الوضع المسيحي لن تدخل في أي تحالفات قد تصنف بأنها موجهة لرئاسة الجمهورية كموقع وليس كشخص على الرغم من الخلاف الشديد بين معراب والتيار الوطني الحر، لذلك لبنان قد لا يشهد تأليفاً للحكومة وهذا ما تردده معلومات موثوقة إذ هناك أكثر من سيناريو مطروح على بساط البحث إن من خلال حكومة انتقالية تدير الانتخابات النيابية ومن ثم تنتخب رئيساً جديداً للجمهورية إلى تشكيل حكومة اصلاحية وعندها يحصل لبنان على دعم المجتمع الدولي وحيث سيكون بوصايته السياسية والمالية والاقتصادية في ظل غياب الثقة بين الدول الأوروبية إلى واشنطن وسواهم وكذلك الدول العربية بالطبقة السياسية اللبنانية وعلى هذه الخلفية فإن كل الحراك الداخلي يدور في حلقة مفرغة دون التوصل إلى أي حسم لخيارات التأليف والتي باتت معدومة.
ويبقى أخيراً أن لبنان يعيش أصعب مرحلة في تاريخه المعاصر وهذا ما يردده مسؤولون دوليون من خلال بعض أصدقائهم في لبنان وعلى هذه الخلفية فإن باريس قد تتحرك بالتنسيق والتواصل مع واشنطن وروسيا والإتحاد الأوروبي من أجل الوصول إلى حل يفرض على لبنان قبل أن يدخل هذا البلد في الجحيم السياسي والاقتصادي والأمني لا سيما وأن شبح الفوضى العارمة بدأ يخيم على هذا البلد بفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.