Site icon IMLebanon

“القوات” قادرة على قلب الطاولة… “حاضرة” أم تعِب “الحراس”؟!

 

يتّجه لبنان نحو كارثة حقيقية بعدما ذاق الشعب الأمرّين، في حين أن المعالجات لم تبدأ بعد لأن الحلّ ينطلق من السياسة أولاً.

 

تتحمّل الأحزاب الموجودة في السلطة حالياً مسؤولية الأزمة، وتقع مسؤولية أيضاً على المعارضة التي تراقب الوضع وهي مُطالَبة بالتحرّك. وتتّجه الأنظار إلى حزب “القوات اللبنانية” الذي سلك طريق المعارضة منذ إنتفاضة 17 تشرين، لكنّ هناك صوتاً داخل البيئة الوطنية والمسيحية والقواتية ينادي بأن تتحرّك “القوات” وتُحرِّك الشارع لأنها حزب منظم قادر على قلب الطاولة.

 

ويستطيع حزب “القوات” بقاعدته الشعبية أن يشكّل علامة فارقة على الأرض لأنه موجود في كل المناطق، وإذا حرّك الشارع فسيكون رافعة ومُحفّزاً لبقية المناطق مثلما حصل حينما إستفزّ ناخبو الرئيس بشار الأسد المواطنين في نهر الكلب، فعندما تصدّت لهم “القوات” تشجّع أهالي طرابلس وبقية المناطق وردّوا على الإستفزازات.

 

ويذهب بعض القواتيين إلى حدّ القول “يجب أن نتحرّك بشتّى الوسائل حتى لو دفعنا دماً، فبلدنا ينهار ويجب ألّا نتفرّج”. ويتمنّى البعض الآخر أن تأخذ القيادة القواتية قراراً بالتحرّك للتغيير الجذري، خصوصاً وأنه لم تعد تنفع السياسة والبيانات والإستنكارات مع هذه الطبقة السياسية.

 

وإذا كان الشباب المتحمّس مستعدّاً لفعل كل شيء ممكن في هذه المرحلة التي يُذلّ فيها الشعب أمام محطات الوقود وخلال رحلة البحث عن الدواء والخبز والطعام، إلا أن القيادة القواتية تدعو إلى التهدئة وعدم الإنجرار إلى مشاكل ممكن ان توصل إلى حروب متنقلة.

 

وتعتبر القيادة القواتية أن الوضع السيئ في لبنان اليوم هو نتيجة الأزمة المالية الحادة وغضب الناس الكبير بفعل الأزمات المتنقلة من كهرباء ومحروقات وخبز وغلاء، والناس تعيش جواً من الاحتقان، وبمعزل عن إختلاف الأسباب، بين سياسية في 1975 وأدت إلى سقوط الدولة، وإقتصادية اليوم والتي تدفع إلى الفوضى، لا يمكن لـ”القوات اللبنانية” أن تكون في الإتجاه الذي يدفع إلى الفوضى لان مشروعها هو الدولة وتعزيز مكانتها وحضورها وسيادتها.

 

وتعتبر أن أي خطوة من قِبل “القوات” بالنزول إلى الشارع في هذه المرحلة، تعطي مردوداً خاطئاً وعكسياً، فالذي تفعله “القوات” هو المواجهة السياسية لأننا لسنا في زمن إنتفاضات أو حرب عسكرية.

 

وتشير “القوات” الى أن الوضع دقيق للغاية ونحن على قاب قوسين أو أدنى من انفراط ما تبقّى من مؤسسات دولة والناس لم تعد تحتمل، و”القوات” ليس لديها مصلحة في إعادة الوضع إلى مرحلة الفوضى والتقاتل الداخلي، لذلك لا أحد يطلب من “القوات” أن تُشعل الوضع أو تمارس دوراً يتنافى مع هدف بناء الدولة.

 

في المقابل، تؤكد “القوات” أنها لن تسمح بأن يعتدي أحد على ناسها وعليها وهذا الأمر حضر في الجميزة ونهر الكلب وعين الرمانة، وبالتالي هي موجودة وجسم قائم بحدّ ذاته ولا تقبل بالإعتداء على الناس لكنها قوة دفع لقيام الدولة.

 

وتُشدّد على أنه بخلاف هذه الصورة، في النهاية هناك مشروع سياسي انتهى وخسر بينما “القوات” من خلال صمودها استطاعت أن تكشف أن المشروع المضاد الذي حكم من 1990 بشقه السوري وبعد 2005 من خلال “حزب الله”، قد وصل إلى نهاياته لأنه قاد لبنان الى الفقر والتعتير والخراب والعزلة.

 

وتراهن “القوات” على الانتخابات بعد فشل مشروع “حزب الله”، لأن إرادة الناس هي الأساس والميزان الداخلي مهم لأنه يخلق توازناً.

 

يحنّ بعض شباب “القوات” المتحمسين إلى البزة الزيتية وإلى مرحلة القوة والعنفوان، لأنهم يعتبرون أن سقوط آلاف الشهداء لم يكن من أجل العيش في كنف “حزب الله” وولاية الفقيه وعهد ميشال عون، وبالتالي فإن الصوت الذي يخرج ويسأل: “هل نعس الحرّاس” وباتوا قوّة غير مؤثرة تتفرّج على إنهيار البلد؟ يقابله صوت آخر من معراب يؤكّد أن “شوكتنا لن تنكسر وناسنا صامدون ولكل مرحلة أسلوبها في المواجهة، فالزمن ليس لحمل البارودة بل للصمود لأن البيئة التي تصمد ستنتصر حكماً، فلكل مرحلة مقاومتها”.