IMLebanon

القوات والتيار أمام الامتحان

محطتان اختباريتان اصبحتا على الأبواب، لا بد وان تكشفا حدود التوافق الذي توصل اليه الحوار الدائر بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، المحطة الاولى في مجلس النواب، حيث اكد النائب انطوان زهرا ان حزبي القوات والكتائب لن يشاركا في الجلسة التشريعية المرتقبة، لأن البنود المطروحة عادية، ولا يجوز طرحها في غياب رئيس للجمهورية، في حين ان نواب التيار الوطني الحر، قد يحضرون اذا تأمن شرط طرح بعض البنود التي يطالب بها التيار، ولا علاقة لها بالطبع بموضوع رئاسة الجمهورية. اما المحطة الثانية فسوف تبدأ فصولاً في مجلس الوزراء، حيث يطرح موضوع التمديد لبعض القيادات العسكرية وفي مقدمهم العماد جان قهوجي، لأن التعيين في هذا الصدد يحتاج الى الاجماع، وهو مفقود، مفقود، مفقود، والسبب ان الاربعة والعشرين وزيراً رئيساً لن يتفقوا على رأي، واهون الامور للمحافظة على سلامة الحكومة اللجوء الى التمديد، الذي اصبح ثابتة مع ثوابت الدولة اللبنانية، فهل يجد الطرفان، القوات والتيار، مخرجا ينقذ حوارهما من هزة ما، خصوصا اذا نفذ التيار الوطني تهديده بأن التمديد للقيادات الامنية سيدفع بالتيار الى اخذ مواقف تصعيدية ضد خصومه وحلفائه، وعلى الرغم من ان حزب القوات اللبنانية، لم يأخذ موقفاً رسمياً من التمديد للقيادات او عدم التمديد، الا ان لنوابه وقيادييه مواقف واضحة برفض الوصول الى الفراغ المشكلة في المؤسسات العسكرية والامنية، خصوصا في الظروف الامنية الصعبة، والتوتر الاقليمي الكبير، ومن ينظر الى دقة المرحلة التي يمر بها لبنان، على اختلاف الصعد، وخصوصاً في هيكلية الدولة الاساسية، يلمس ان العديد من المشاكل والمصاعب التي تواجه مجلس الوزراء ومجلس النواب،وعلاقات لبنان العربية والدولية، وجمود الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وشغل الادارة العامة، سببه الاساس الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي يقترب من عمر السنة وحل هذه المشكلة المستعصية سيساعد كثيرا في عودة الروح الى باقي مفاصل الدولة، والى الحركة السياسية في لبنان، والجديد في هذا الموضوع على ما نقلت الصحف امس، ان رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، اثار في بكركي مع البطريرك بشارة الراعي، اعتماد الوزير والنائب السابق جان عبيد رئيساً توافقياً قوياً، لأنه قادر على تأمين اكثرية نيابية تدعم ترشيحه، ومساندته نيابياً في حال فوزه، والسؤال الوحيد الآن، قبل التعليق على الموضوع، هل هو صحيح، واذا كان كذلك، فهل ان السنيورة يتحدث باسم جميع قوى 14 آذار او باسم تيار المستقبل فحسب؟!