مصدر ديني: ما قيل تخطى الحدود وقضى على شعرة معاوية وأحبط المسيحيين من جديد!
القوات: باسيل يكّن لنا حقداً دفيناً… التيار: جعجع يعمل على إنهاء عهد الرئيس عون!
ما يحصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من ردود وتراشق اعلامي، واتهامات متبادلة إستفزازية ساهم في تفاقم العلاقة السلبية بينهما الى أسوأ مراحلها، فيما كان من الانسب ان يتفقا في هذه الظروف الدقيقة والخطرة، كي يحافظا على ما تبقى من الوطن. لكن ما حصل قبل ايام فاق كل التوقعات، بعد تشبيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ممارسات التيار الوطني الحر بالنازية وقوله: «ما نشهده في الآونة الأخيرة يُذكرنا تماماً بما كان يقوم به النازيون في ألمانيا في أوائل الثلاثينيات، من مهاجمة مؤسسات الى التعدّي على ملكيات خاصة بحجة الفساد، وكل ذلك لمجرّد حرف الأنظار عن المشاكل الأساسية التي تعاني منها البلاد وعن المجرمين الحقيقيين، لكن لبنان ليس ألمانيا ونحن اليوم في العام 2021 ولسنا في العام 1931»، هذا الكلام لم يمّر مرور الكرام لدى رئيس التيار جبران باسيل ونواب تكتل لبنان القوي، اذ علّق عدد كبير منهم بكلام ناري ساهم الى حدّ كبير في إشعال جبهة التيار والقوات، الى ان اتى الرد الاكبر من باسيل خلال مؤتمره الصحافي الاخير قائلاً: «تخيّلوا انّ من يتهمنا بالنازية قام بشطب الصليب وقتل فيه الناس، وطمر جرودنا بالنفايات السامة، وتصرّفه الميليشياوي يدلّ على النازية»، والى ما هنالك من كلام يعيدنا الى فترة الحرب.
هذه الاتهامات أطلقت العنان لإستياء كبير في بكركي لدى البطريرك بشارة الراعي والمطارنة، بحيث إعتبر مصدر ديني خلال حديث لـ «الديار» بأنّ ما يحصل من تراشق كلامي خطير بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فاق كل التوقعات، وقضى على شعرة معاوية التي كانت قائمة بينهما، وبالتالي تخطى الحدود وأحبط المسيحيين من جديد وقلب كل المقاييس، سائلاً عن الذي تبقى من المصالحة الحقيقية الفعلية بين الركنين المسيحيين الابرز على الساحة المسيحية؟ اذ لم تأت الافعال على قدر الوعود، بل زادت من عمق المشاكل، وعاد مشهد الصراع من جديد وإن لم يكن عسكرياً، لكنه بالتأكيد معنوي.
ورأى المصدر الديني بأنّ التعددية في الاحزاب مطلوبة، لكن المهم هو التوافق على الملفات المصيرية الهامة المتعلقة بمصير الوطن، وهذا هو المطلوب، آملاً من الطرفين التوافق من جديد ضمن هدف واحد، هو مصلحة لبنان اولاً واخيراً، خصوصاً ان مبادئ وشعارات التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تصبّان في هذه الخانة.
الى ذلك ادى هذا التراشق الى رفض شعبي مسيحي كبير ومن كل الاطياف، بحسب ما تشير اوساط شعبية غير حزبية، تؤمن بوحدة المسيحيين وضرورة الاتفاق في ما بينهم اقله على الامور الهامة، وترى بأنّ الردود المتبادلة والمضادة قضت على أي تفاهم مسيحي وكسرت جرّته نهائياً، معتبرة بأنّ الوضع لم يعد مقبولاً خصوصاً انهم اعادوهم الى المربع الاول، والى سنوات جهدوا من اجل نسيانها، خصوصاً اهل الشهداء الذين سقطوا من دون أي هدف، لان ابناءهم لم يستشهدوا بسبب قضية وطنية بل من اجل المصالح الخاصة بحسب ما ذكروا، مبدين أسفهم الشديد للوضع الذي وصلنا اليه، بعد ان استبشرنا خيراً مع مطلع العام 2016، بأن تفاهم معراب سيوصل الى نتائج ايجابية هامة بين عون وجعجع، اللذين أحدثا صدمات متتالية للجميع ضمن المشهد السياسي الذي قلبَ كل المقاييّس، وأشعل لبنان ايجابياً بطمأنة الشارع المسيحي والتخفيف من الاحتقان، لكن النتيجة اتت صادمة ومضت بخيبة غير متوقعة.
في غضون ذلك، وتعليقاً على ما يجري في هذا الاطار، تكتفي مصادر القوات اللبنانية خلال اتصال مع «الديار» برّد مقتضب قائلة: «باسيل ينفتح على قوى ويعادي اخرى تبعاً لمصالحه الخاصة فقط، وهو كان ولا يزال يكّن ويُظهر حقده الدفين للقوات اللبنانية، لكن هذه المرة بصورة فضحت ذلك الحقد».
وبدورها مصادر التيار الوطني الحر، ترى أن رئيس القوات يعمل منذ اليوم الاول على إضعاف وإنهاء عهد الرئيس ميشال عون، معتبرة بأنّ باسيل «كفىّ ووفىّ» في ما قاله خلال مؤتمره الاخير.