Site icon IMLebanon

حوار القوّات ــ التيّار

لم يتوسع الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية بشرح ما قاله منذ ايام، حول ان الحوار مع التيار الوطني الحر بدأ يأخذ بُعداً استراتيجياً، لكنه أكد ان الحوار مع التيار لم يبدأ لينتهي بالفشل، وهذا يعني ضمناً ان طرفي الحوار المسيحي، جادان في توحيد مواقفهما وتفاهمهما حول القضايا التي تعني اولاً المسيحيين، وهما على استعداد للذهاب بها معاً الى الشركاء في الوطن، لترسيخ مفاهيم الدولة القوية القادرة العادلة، واعادة صياغة مفهوم الشراكة المسيحية – الاسلامية الحقيقي، بعيداً عن التفسيرات الموسمية التي تسبب سوء فهم وتفاهم، في شكل شبه دائم، ان كان بالنسبة الى الحضور المسيحي في الدولة، او التعيينات او قانون الانتخابات او الوزارات او المناصب الثلاثة الارفع، رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء، والادارات الرسمية المرتبطة بكل منصب من المناصب الثلاثة، بحيث تشعر كل طائفة، وكل مذهب بعدالة الشراكة وان الحقوق مصانة ومضمونة من جميع الافرقاء، بما يحول دون التفكير بوجوب عقد مؤتمر وطني او مؤتمر تأسيسي، او التفكير بالدعوة الى التقسيم او الفدرالية او اللامركزية الادارية والسياسية الموسعة، وما يشجع على الاعتقاد بأن الحوار بين القوات والتيار، ولو انه يمشي بخطوات قصيرة، الا انها خطوات ثابتة ودائمة، ما صرح به النائب ابراهيم كنعان، المكلف من قيادة التيار متابعة الحوار مع القوات «إننا لم نعد نملك خيار الخلاف…» وهذا يدل على مستوى التقدم الذي توصل اليه الطرفان، اولاً بالتفاهم على ان سلطة الجيش على كامل التراب اللبناني هي سلطة مطلقة، وثانيا ان هناك تفاهماً ساسياً بين الحزب والتيار على القضايا الاساسية التي يرجح ان تكون قضايا استراتيجية، مثل مفهوم الملفات والقضايا المهمة والملحة والطارئة التي يمكن مناقشتها وطرحها في مجلس النواب، مثل الموازنة العامة، وقانون الانتخابات، وقانون استعادة الجنسية، اثناء الفراغ في منصب الرئاسة الاولى، وقد يكون من المناسب، او بالاحرى من الواجب على جميع نواب الامة، وعلى القيادات السياسية الفاعلة، ان تضع في اولويات الملفات والقضايا الملحة والطارئة، الوجود السوري المليوني على ارض لبنان، وما يسببه من نزف اقتصادي ومالي مخيف تصل قيمته بحسب المسؤولين الى حوالى العشرة مليارات من الدولارات، ووجود اكثر من 625 الف لبناني تحت خط الفقر، بينهم 377 الفاً من الفقراء المعدمين.

***

باختصار ان خطوة بدء حوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، كانت خطوة مباركة، على الرغم من التشكيك ومحاولات التفخيخ والتفشيل من الفريق المستفيد من استمرار اوضاع الخلافات المسيحية اولا، واستمرار الفوضى والفلتان والتشرذم في الدولة «ثانية» على امل ان تبقى القافلة تسير.