Site icon IMLebanon

تفاهم معراب وُقّع مع نخب «الشمبانيا» والغزل والتسوية الرئاسية.

..ومضى الى غير رجعة على وقع «غول الموت» وأحقاد الحرب !!

 

لا شك في انّ الردود المتبادلة التي تسود كل ليلة مواقع التواصل الاجتماعي، بين مناصريّ القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لا تطمئن ابداً لانها تكاد تشعل حرباً خصوصاً في شارع الطرفين، على خلفية السياسة المتوترة القائمة بينهما،  بفضل الاتهامات والتصريحات المتبادلة، وآخر ما أشعل تلك المواقع  الى أقصى درجة، كان حديث  النائب القواتي بيار بو عاصي عن العهد، ووصفه رئيس الجمهورية ميشال عون بـ«غول الموت»، وقوله: «لم نرَ منذ وصوله الى الرئاسة إلاّ الموت والدمار، وخيار ميشال عون أو الفوضى لم يكن سهلاً  لنا، وهو لم يكن على قدر المسؤولية»، فانهالت الردود النارية عليه من نواب ومسؤولي التيار الوطني الحر، وفي طليعتهم النواب ادي معلوف والآن عون وسيزار ابو خليل وزياد اسود، الذين تحدثوا عن سموم براميل الموت واحقاد الحرب والميليشيات، ومنظومة الطائف و«دراكولا» الموت وشياطينه، والى ما هنالك من تعابير تعيد عقارب الساعة بقوة الى الوراء، لتفتح جروح المسيحيين من جديد، لان الضحايا سقطت من الطرفين والساحة المسيحية بمجملها ترفض تلك الحقبة المأسوية، التي اعادت المسيحيين عشرات السنين الى الوراء وأضعفتهم من كل النواحي، ما يدعو الى الاستغراب كيف لم يتعلم الفريقان اي خلاصة او نتيجة من تلك التجارب الاليمة؟

 

الى ذلك، رأت مصادر مسيحية مراقبة لما يجري على الساحة القواتية ـ العونية، انّ كثيرين اعتقدوا انه بعد اتفاقية معراب الموقعة مطلع العام 2016 مع كؤوس «الشمبانيا» والكلام المعسول والغزل، بأن الوضع المسيحي سيكون مماثلاً للثنائية الشيعية، لانه سيُنتج ثنائية مسيحية مارونية قوية، خصوصاً بعد ترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع العماد ميشال عون الى الرئاسة، سبق ذلك تمرير 34 جلسة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية ، الى ان حصل خلط اوراق سياسية باتت فيها حسابات كل الأطراف مختلفة، فتحققت تلك الخطوة وفاز عون بالرئاسة في تشرين الاول من العام 2016، في ظل الاتفاق على مواقف استراتيجية مُوّحدة،  وكلام عن  خطط وتحالفات انتخابية ستقضي على الجميع، وتشكل «تسونامي» توصل اكبر كتلة مسيحية عونية – قواتية الى المجلس النيابي الجديد.

 

في حين انّ اياً من تلك الوعود التي افرحت المسيحيين، وجعلتهم يتطلّعون نحو نسيان مرحلة مخيفة من تاريخهم هي حرب الالغاء لم يتحقق، على حدّ قول المصادر، فجاء الواقع مُخيّباً للآمال، حين بدأت بوادر الاتفاق تخف نوعاً ما، لتظهر الى العلن في جلسات مجلس الوزراء، من خلال التناحر السياسي بين وزراء القوات والتيار، ومنها التباين السياسي الواضح على خلفية ملف بواخر الكهرباء، مروراً بالتعيينات وصولاً الى الخلافات على التحالفات الانتخابية، بحيث لم يتم الاتفاق على أي منها، ما عكس تداعيات سلبية على مصير العلاقة بين الحزبين. إضافة الى الموقف السياسي المتناقض بينهما في ملف جرود عرسال، بحيث وجّه رئيس التيار جبران باسيل حينها الشكر لحزب الله على تحريره هذه الجرود، فيما انتقد رئيس  القوات تفرّد حزب الله بقرار الحرب والسلم في لبنان، من هنا توالت المواقف المعاكسة، ما أنذر باهتزاز اتفاق معراب في حال لم تتم عملية التفاهم قبل فوات الاوان، وتبع ذلك اتهامات بالفشل والمراوغة، وردود نواب الطرفين ضمن اطار هجومي سارع في إضعاف اتفاق معراب، خصوصاً بعد إعلان باسيل انه غير معني بذلك الاتفاق لانه لم يُوقعه شخصياً.

 

واعتبرت المصادر المذكورة، انه بعد مضيّ 4 سنوات على التفاهم، يبدو انه مضى بخيبة امل كبيرة والى غير رجعة، وسألت عن أي اتفاق يتحدثون في ظل غياب أي تحالف انتخابي في ايار 2018؟ وكيف يكون هذا الاتفاق فاعلاً ولم يتضمّن أي لائحة انتخابية حينها، بل سار الفريقان على خطوط اخرى مُغايرة، فالتيار الوطني الحرّ تحالف مع حركة امل في بعبدا، والقوات تحالفت مع الحزب الاشتراكي في الجبل، فيما كانت الاخبار تؤكد أن التيار والقوات سيتحالفان في الجبل للاطاحة بجنبلاط،  كي تعيد المقاعد المسيحية الى قواعدها سالمة، وعدم تقديمها على طبق من فضة لرئيس الاشتراكي، لكن ما جرى، اضاف خيبة امل جديدة للثنائي الماروني، الذي وعلى ما يبدو، لم يعد ثنائياً ابداً، كما ان التيار سار على الخط التحالفي مع المستقبل في دائرة صيدا ـ جزين، مُسجّلاً مفاجأة لم يتقبلها كثيرون على خط قواعد التيارين المذكورين.

 

وذكّرت المصادر ايضاَ، بمحاولات العرقلة التي قام بها باسيل، عبر تقليل عدد الوزراء القواتيين في الحكومة، وبالتالي عدم إعطائهم الحقائب الوزارية التي تتناسب وحجم مقاعدهم في المجلس النيابي، ورأت أن كل تلك المشاهد قلبت المقاييس، اذ لم يتحقق شيء ممّا طمح اليه المسيحيون، اي المصالحة الحقيقية الفعلية بين الركنين المسيحيين الابرز على الساحة.