IMLebanon

القوات»… إمتعاض إنتخابي ورئاسي

يُظهر حزب «القوّات اللبنانية» حماسة لإقرار قانون جديد للإنتخابات، وانتخاب رئيسٍ للجمهورية، في وقتٍ لا تُشاطره بقية الأحزاب المسيحية الحماسة ذاتها، لأنّ لكلّ حزب حساباته ونظرته إلى الأمور.

يتعاطى حزب «القوات اللبنانية» في المعركة التي يخوضها المسيحيّون من أجل تحسين التمثيل الإنتخابي، وفق شعار «خُذّ وطالب»، إذ إنّ الواقعية السياسيّة تجعله يقتنع بأنّ أخذ المطالب المحقّة لا يحصل فجأة وبالسرعة التي يتمنّاها البعض، فيما يبدو أنّ حزب الكتائب اللبنانية و«التيار الوطني الحرّ» لا ينظران بالحماسة ذاتها إلى مشروع القانون المختَلَط. فالكتائب يعترض على إبقاء القضاء دائرة إنتخابية، ما يحرُم المسيحيين في دوائر جبل لبنان الجنوبي وفي أقضية كثيرة، من إختيار نوابهم، فيما تبقى معركة التيار العوني الأساس هي رئاسة الجمهورية، والباقي تفاصيل.

ومثلما يبدو إنتخاب رئيس جديد للجمهورية مستبعَداً في المرحلة الراهنة، فإنّ قانون الإنتخاب لن يُقرّ في المدى المنظور، إذ إنّ قرار تعليق «القوات» مشاركتها في إجتماعات اللجنة الفرعية المكلّفة درس قانون الإنتخاب جاء على خلفية عدم العودة الى الهيئة العامة لمجلس النواب بعد نهاية المهلة التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه برّي للّجنة.

وفي هذا الإطار، يوضح نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» جورج عدوان لـ«الجمهورية» أنّ «بعض الأفرقاء ربط إقرار قانون الإنتخاب ضمن سلّة كاملة متكاملة، وهذا الطرح هدفه ربط الملفات بعضها ببعض لعرقلتها، وإلغاء أيّ تصويت محتَمَل سيحصل في الهيئة العامة».

ويؤكد عدوان أنّ «الخلاف ليس تقنياً او على تقسيم المحافظات والأقضية، لأنّ القانون المختَلَط الذي قدّمناه وقانون الرئيس برّي يلتقيان بنسبة 80 في المئة، ويمكننا الإتفاق على التفاصيل، لكن لا نيّة للتصويت، من هنا علّقنا مشاركتنا حتّى تتوضّح الصورة».

بين القانون المختَلَط المقدّم من «القوات» وتيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، وقانون برّي إختلاف على تقسيم جبل لبنان، إذ إنّ القانون الأوّل يجمع الشوف وعاليه في دائرة واحدة، فيما يضع بعبدا مع المتن وكسروان وجبيل، أما قانون برّي، فيضع بعبدا مع الشوف وعاليه، ويُريد جنبلاط إبقاء الشوف وعاليه من دون بعبدا، لأنّ أصواتاً مارونية وشيعية ستُضاف الى الأقلية الدرزية الموجودة هناك، ما يجعل التأثير الدرزي أقل، لكن حتّى هذه القضية يمكن الإتفاق عليها كما يؤكد عدوان لأنّ «الجميع حريص على التمثيل الدرزي».

وفيما يُتظر ما ستؤول إليه مباحثاتُ اليوم والغد لمعرفة بوصلة قانون الإنتخاب، تواصل «القوات» مساعيها إلى إنتخاب رئيس الجمهورية، وزيارة الدكتور سمير جعجع إلى السعودية تصبّ في هذه الخانة.

ويكشف عدوان أنّ «هذه الزيارة ليست وليدة ساعتها بل كانت مقرّرة منذ فترة وتأتي ضمن الزيارات الدورية لجعجع الى عواصم القرار، ومن بينها الرياض، وذلك من أجل التواصل»، نافياً أيّ رابط بينها وبين زيارة الموفدين الدَوليين إلى لبنان. ويؤكد عدوان «أنّ ملف الرئاسة مؤجلٌ الى أمدٍ غير مسمّى، ولا شيء قريباً يوحي بحلًّ، ولا جديد على صعيد الحوار القواتي- العوني، والأمور مجمّدة».

إذاً، تداخلت الملفات وتشابكت، وارتبطت ببعضها من رئاسة الجمهورية الى قانون الإنتخاب والحكومة والتعيينات الإدارية، وباتت عواصم القرار من واشنطن الى باريس وطهران والرياض، تتحدّث بهذه السلّة المتكاملة لحلّ الأزمة اللبنانية التي تتجدّد باستمرار مع كلّ نزاعٍ جديد في المنطقة.

وتراقب معراب تطورات الملفات الإقليمية وتأثيرها في الداخل، وهي التي خرجت مخيَّرةً من جنّة الحكومة، ولم تقدّر أنّ الفراغ الرئاسي سيطول لهذه الفترة، وإذا كان البعض يشبّه المرحلة بمرحلة 1988، لكنها أسهل على «القوات»، إذ إنّ خصمها العماد ميشال عون ليس في قصر بعبدا، بل يحاول الوصول اليه ثانية، و»القوات» تتصدّى له.