«بروفا» التيار الوطني الحرّ، يوم أمس، ودعوته إلى التحرك في الشارع للمطالبة بحقوق المسيحيين حضرت على موقع القوات اللبنانية الإلكتروني بنحو «تهكمي». اكتفى الموقع بنشر صور تُظهر المشاركة «الخجولة» للعونيين تحت عنوان «بروفا التيار». مناصرو الحزب، أيضاً، على مواقع التواصل الاجتماعي تناولوا الاحتجاجات العونية بصورة ساخرة.
وفيما يبلغ التأزم أوجه بين التيار الوطني الحر الذي يُهدد بإسقاط النظام وتيار المستقبل المُتشبث بمعارضته لمطالب العماد ميشال عون والمتراجع عن الوعود التي التزمها في عشاء «عيد ميلاد عون» الشهير في شباط الماضي، ومع دنو الساعة الصفر لتحرك «شعب عون»، تؤثر قيادة معراب الصمت. القرار الداخلي اتُّخذ بأن يكون «موقفنا هو اللاموقف»، على ما تقول مصادر قواتية. القوات ورئيسها سمير جعجع لن يمنحا الضوء الأخضر لـ«التيار» ولن «نشارك في أي تحرك في الشارع». هذا لا يعني استعادة سيناريو عام 2007 حين تواجه جمهور الطرفين وعمدت القوات إلى فتح الطرق التي أغلقها العونيون بالقوة.
تلوذ القوات منذ مُدة بالصمت. صمت تجاه قرار عون النزول إلى الشارع، وصمت مقابل طرح «الجنرال» وحزب الكتائب موضوع الفيدرالية. الخرق الوحيد الذي سجلته كان حين أعلن جعجع رفضه فتح دورة استثنائية لمجلس النواب ومطالبته بحصر التشريع بـ«الضروري» وتبني جعجع طروحات «التيار» في ما خص الدعوة إلى جلسة تشريعية، الأمر الذي أثار حفيظة تيار المستقبل.
عتب ورثة الرئيس رفيق الحريري على حليفهم الذي يُسهم في تظهير عون حامياً للمسيحيين من خلال المطالبة بحقوقهم. فيما تنفي مصادر معراب هذا الكلام، وتصفه بـ«غير الدقيق»، إذ «إنهم هم الذين استقبلوا عون في وقت كنا نحن نعمل من أجل الرئاسة، وهم الذين نسجوا أفضل العلاقات مع (وزير الخارجية) جبران باسيل. لماذا يحق لهم ذلك ولا يحق لنا؟». وتضيف: «قرارنا السياسي حرّ، كل الناس مدينة لنا ولسنا مدينين لأحد. ما بحياتو راسنا كان مدعوس».
هذا «الحياد» القواتي تزامن مع إعلان ورقة النيات مع التيار الوطني الحر. البعض يرى أن القوات تكتفي بدور «المُتفرج» لكون انتصار طروحات عون أو فشلها لن يضر معراب بشيء. مصادر رفيعة المستوى في القوات تقول متهكمة: «لسنا طرفاً في هذه الحكومة، والبعض يعتبر أننا لا نُمثل شارعنا، فلماذا يسألوننا رأينا؟ فليتفضلوا هم إلى المواجهة». بالنسبة إلى القوات، «الحريص على البلد يجب أن ينزل إلى البرلمان وينتخب رئيساً للجمهورية». أما في ما خص الشارع، فـ«رصيدنا نعرف حجمه جيداً، ولسنا بحاجة إلى معارك لإثبات ذلك. نحن الطرف الأقوى في الشارع المسيحي، هذا الموضوع محسوم».
الأسلوب الذي يتبعه التيار الوطني الحر حالياً يتعارض مع بنود ورقة التفاهم، توضح المصادر أن «الاتفاق ليس مرتبطاً بسمير جعجع أو ميشال عون. هدفه الرئيسي كان إزالة التشنج من أنفس المناصرين». تدعو إلى عدم تحميلها أكثر مما تحتمل، «أما في التطبيق السياسي فالشاطر بشطارتو».