في ظل تسارع وتيرة الاتصالات واللقاءات للخروج من نفق تأليف الحكومة والبدء بمرحلة جديدة من العمل وانطلاقة العهد من خلال تشكيل الحكومة الاولى بعد الوصول الى اتفاق حول صياغة البيان الوزاري والذي على أساسه تنال الحكومة ثقة مجلس النواب، وبانتظار الاعلان عن الحكومة العتيدة فأنه من المتوقع أن تتكثف هذه الاتصالات والمشاورات على أكثر من اتجاه بين الأطياف السياسية كافة، وهي بالفعل دخلت في مرحلة جدية من أجل تظهير الصورة الحكومية في أقرب وقت ممكن، حسب ما أبلغت مصادر حزب «القوات اللبنانية» «اللواء»، والتي اكدت أن لا جديد طرأ على صعيد حصة «القوات» المعلنة والمعروفة منذ البداية، رغم الموقف الذي أعلنه رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية بشأن تسميته المحامي يوسف فنيانوس لتولي حقيبة وزارة الاشغال التي تنازل عنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لصالحه.
واشارت المصادر الى ان التواصل مستمر بين رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والرئيس المكلف سعد الحريري، وأن جعجع على إطلاع مستمر على تفاصيل الاتصالات والمشاورات الجارية، لكنه لم يتبلغ أي موقف رسمي أو أي تطور في شأن تبديل الحقائب المتفق عليها إن كان من رئيس الجمهورية ميشال عون أو من الرئيس المكلف، وهما المعنيان وحدهما بتأليف الحكومة مما تعتبره المصادر ان القديم لا يزال على قدمه.
من هنا تشير المصادر الى أنه لا يحق لرئيس مجلس النواب ولا للنائب فرنجية توزيع الحصص كما يريدان وما أعلنه فرنجية هو في إطار المقاربة بين فريق 8 آذار، لذلك لا يمكن وضع «القوات اللبنانية» تحت الامر الواقع، مؤكدة ان لا عروض جديدة قدمت لهم بشأن التشكيلة الحكومية، وأن كل ما يشاع من كلام وتصريحات وما ينشر في وسائل الاعلام من إمكانية تخلي «القوات» عن حقيبة الاشغال لا يمت للواقع بأي صلة ما دامت لم تتبلغ الامر بشكل رسمي.
وترى المصادر أن ما أعلنه النائب فرنجية بالنسبة الى علاقته مع رئيس الجمهورية تدل على ان العلاقة لا زالت متأزمة، مما يعني ان الطبخة الحكومية لم تنضج بعد، وهي لا زالت تحتاج لإجراء المزيد من الاتصالات، معتبرة بأن المساعي لم تسفر بعد عن أي نتائج إيجابية لتتكلل بالنجاح من خلال الاعلان عن الحكومة ولكنها تتوقع ان يبدأ الدخان الابيض بالظهور في وقت قريب إذا صُفيت النوايا، وترى أهمية ولادة الحكومة قبل الاعياد لا سيما ان هناك امورا كثيرة بانتظارها، ومن غير المفيد الاستمرار بالمماطلة وتضييع الوقت.
في المناسبة، اشادت مصادر القوات بالمواقف التي اعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالنسبة للقوات، واعتبرتها بأنها تؤكد على الايجابية والتعاون في حال ترجمت عملياً على الأرض.